============================================================
نحص الفاحصين، ولا تبهته بلاغة المتكلمين، ولا أعراق المتحيرين، وحسرت عنه الأبصار، وكلت عن ذاته (1) الأفكار، وصغرت عن الإحاطة به الأقطار، إذ لا سبيل إلى أمر يستدل به على ذاته، (2) عز شانه وتقدست اسماؤه، إلا بأثار صنعه، ومصابيح دلائله، وغير شواهدة، فصار ذلك، فى نظر العيان، وأيقن الإيقان، وأبين البيان، وأوضح البرهان.
العدل على الحقيقة، الذى لم يقض بالفساد على أحد من الخليفة، ولم يملهم 2 وا عن واضح الطريقة، ولم يظلم منهم ملكا ولا سوقة، بل أرشدهم وهداهم وبالنعمة ابتداهم، والذى لم يصدهم (2) عن رشدهم، ولم يحل بينهم وبين نجاتهم، ولم عنعهم عن هدايتهم، ولم يكلفهم غير طاقتهم، ولم يكن علمه بذنوبهم بمانع لهم عن التوبة والإقلاع عن الخطيثة، فهو البرئ من ذنوبهم، والناهى لهم عن ظلمهم، والداعى إلى صلاحهم والمبتدئ بالفضل والإحسان إليهم، والمرسل لرسله، عليهم السلام، والمنزل لكتبه ذات الأحكام: { لئلأ يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} (1) .
فامر، تبارك وتعالى، تخييرا، ونهى تحذيرا، فدم يطع كرها، ولم يعص مغلوبا" (ليهلك من هلك عن بينة ويخى من حيا عن مينة وان الله لسميع عليم (5).
فجاءت الرمل، صلوات الله عليهم، بالإعذار والإنذار، والترغيب فى الجنة، والتحذير من النار، إذلم يقدر الحكيم الخبير ذنوبهم، ولم يصدذ منيبهم، ولم دخلهم فى معصيته ولم يخرجهم من طاعته، ولم يخلق من افعالهم فعلا حسنا ولا قبيحا، ولم يحل بينهم وبين الهدى، ولم يحملهم على كفر ولا ردى، عز عن ذلك العلى الاعلى.
والعدل الحكيم، والكاره للخطايا، والمجازى بالحسنى، والمعاقب على الأسواء،
Shafi 18