============================================================
فأخبرنا، عز وجل، كيف إرادته، وكيف العدل فيهاأ وأخبرنا كيف إرادة أعدائه والجور فيها، مع قوله إن الله برئ من المشركين ورسوله، ليس براءته إلا من فعلهم، وقد فسرناه فى صدر كتابنا هذا.
فالله، عزوجل، إما اتخذهم شهداء بعد قتلهم، لا قبله، اى ساهم وحكم لهم انهم شهداء تجب لهم الجنة.
هو/ فاما أن يكون جبرا وقسرا، وأراد من اعدائه المشركين قتل (أوليائه المؤمنين، فحاشاه وتقدس عما قلتم، والدليل على ذلك والحجة لنا القاطعة، فيه قوله، تبارك وتعالى: (وقاطوهم خن لا تكون يحة ويكون الدين لله ) (1)، فأوجب قتل المشركين حتى لا يبقى على وجه الأرض مشرك ولافتنة، ويكون الدين كله للى، عز وجل، ولايبقى دين من جميع الأديان كلها الباطلة فى أرضه.
وأراد أن يبقى دينه الذى ارتضاه لنفسه، وفى هذا اكبر الدليل وأبين الحجة على انه لم يرد قتل اوليائه، ولا ظفر المشركين بهم؛ لأنه لو اراد قتل أوليائه، فيمن إذن تقتل انبياؤه اعدائه 4 حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله114 ومن الحجة أيضا ما يوجب بطلان قولكم، ويدحض حجتكم، ان نقول لك : هل أراد الله، عز وجل، من المشركين ان يقتلوا اولياءه من المؤمنين4 فإذا قلت : نعم.. كما قد قلت، اكذبك الله، عز وجل، فى قوله : ( وقاتلوهم حتن لاتكون فحة ويكون الدين لله } (1)، فيلزمك انه إذا لم يكن فتنة ، وكان الدين كله ، عز وجل، على فرض لم يبق فى الأرض فتنة، ولا مشرك يقتل المؤمنين، وعباد الله الصالحين، فهذا يوجب عليك انك قد ابطلت وأخطات فى قولك: إنه، عزوجل، اراد قتل اوليائه؛ لأنه لو أراد قتلهم لم يعن اعداءهم بالقتال الذى افترض على النبى، صلى الله عليه، والمؤمنين، تخييرا لاجبرا، حتى تكون لهم العاقبة والملك والسلامة من القتل، وفى هذا كفاية لمن عقل وأراد الحق، وتاب عن الفرية على الله، جل ثناؤه.
وان قلت: إن الله، عز وجل، لم يرد قتل أوليائه من المؤمنين، ولم يقضه على المشركين .
رجت عن قولك، وصرت إلى قولنا بالعدل، وذلك هو الحق، ولا نعلم لك مخرجا من (1) مورة للساء: الأمة 192.
Shafi 164