Nahu Thaqafa Islamiyya Asila
نحو ثقافة إسلامية أصيلة
Mai Buga Littafi
دار النفائس للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الرابعة
Shekarar Bugawa
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
Inda aka buga
عمان - الأردن
Nau'ikan
وقال: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: ١٦٣].
ومبنى هذا الأصل هو التوحيد، وتوحيد الله له ثلاثة جوانب: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
المبحث الأول توحيد الربوبية
والمراد بتوحيد الربوبية أن نعتقد أن الله وحده الخالق البارئ المصور المالك المدبر المصرف المحيي المميت، والرب في لغة العرب هو المربي المنشيء الموجد، والآيات التي تتحدث عن خلق الله، وبديع صنعه، وتصريفه لأمور الكون كثيرة جدًّا في كتاب الله، يذكر الله بها عباده ليزداد الذين آمنوا إيمانًا، وليوجه أنظار المشركين إليه وحده لأنه المستحق للعبادة دون سواه، ويفتح أبصار الجاحدين وبصائرهم، وقد استخدم الأنبياء هذا الأسلوب في دعوة أقوامهم، فنوح يذكر قومه قائلًا: ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (١٦) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (١٨) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (١٩) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (٢٠)﴾ [نوح: ١٥ - ٢٠].
وإبراهيم يقول لقومه: ﴿أَفَرَأَيتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إلا رَبَّ الْعَالمِينَ (٧٧) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (٨٢)﴾ [الشعراء: ٧٥ - ٨٢].
وقد أطال القرآن في الحديث عن ربوبية الله: والاحتجاج على أهل الجاهلية
1 / 92