============================================================
مقدم التتار بيدرا، فلما وصلوا حلب نادوا فى شوارع البلد وعلى المأذنة بالأمن (1) والسلامة، وأقروا أهلها فى منازهم، ثم خرجوا منها وشحنوا فى بلادها(2).
ولما وصلت الأمراء الذين كانوا بحلب إلى حماه بعثوا إلى الملك المنصور* صاحب حماه - يحذروه من الستار، وأشاروا عليه باجتماع الكلمة، فظن أن ذلك حيلة عليه فلما تحقق ذلك خرج إليهم ولحق بهم وسار معهم إلى حمص، ثم وصلت غارة التتار إلى حماه (3).
وكان فى تلك السنة فى الشام غلاء عظيم فى جميع الأشياء، وبلغ الرطل الخبز درهمين(4).
وفيها، توفى الملك السعيد نجم الدين إيل غازي ابن المنصور(5) ناصر الدين أرتق (1) فى الأصل: "الأمن1.
(2) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج 1 ص375، الدوادارى. كنر الدررج8 ص 15، الذهبى دول الإسلام ج2 ص178، العبر ج5 ص 243 - 244، العينى. عقد الجمان/ الماليك 1 ص267- 268.
(3) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج1 ص 375، أبو الفداء. المختصرج3 ص 208- 209، الدوادارى. كنز الدرر ج8 ص15، العمرى. مسالك الأبصار ج2 ص333 ، ابن الوردى. التاريخ ج2 ص 300، ابن سباط. صدق الأخبارج1 ص400.
(4) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج1 ص 376 - 377، وفيه بيان مفصل بالأسعار والغشوش، ويعلل أبو شامة - الذيل على الروضتين ص211 - لذلك قائلا:" ... ومن اكثر أسبابه ما آحدثه الفرنج من ضرب الدراهم المعروفة باليافية، وكانت كثيرة الغش، بلغنى آنه كان فى المائة منها خمسة عشر درهما فضية والبافى نحاس، وكثرت فى البلد كثرة عظيمة، وتحدث فى إيطالها مرارا، فبقى كل من عنده شي حريصا على إخراجه خوفا من بطلاتها، فتراه يدأب فى شراء أي شيء كان، فيتزايد فى السلع بسبب ذلك إلى أن بطلت فى أواخر السنة، فعادت تباع كل آربعة منها بدرهم ناصرى مغشوش آيضا- بنحو النصف" وراجع: الذهبى. تاريخ الإسلام ج14 ص690، 691، العينى. عقد الجمان ( المماليك ج1 ص272.
(5)فى الأصل، الدواداري كنز الدررج8 ص65: "المظفر"، والتصويب من اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج1 ص 378.
Shafi 84