============================================================
ولما قدم السلطان دمشق بلغه عود التتار عن (143] قصدهم، فسير سيف الدين ايتمش السعدي على البريد إلى الأمير بدر الدين الخزندار أن يرة العساكر إلى الديار المصرية، وكان وصولهم إلى القاهرة فى تاسع جمادى الآخر من هذه السنة(1).
وفيها، كانت كسرة بلبوس آمير عربان المغرب من أرض برقة وكان - المذكور قد منع العداد وما جرت به العادة من الحقوق السلطانية، وجرد إليه عسكر(2) مع محمد الهواري فكسروه وأحضروه أسيرا إلى القاهرة، وكسب من جهته أشياء كثيرة. وبقى بلبوس محبوسأ إلى حين عودة السلطان من الشام، فأخرجه وأحسن إليه، وأخلع عليه، وكتب له بالإمرة، واستحلفه، وأعاده إلى بلاده، وكان قد تاهر المائة من السنين، فأدركته منيته فى طريقه قبل وصوله إلى بلاده فيمات (3).
وفيما ذكر ابن عبد الظاهر أن فى هذه السنة ورد كتاب ملك الحبشة على السلطان الملك الظاهر طى كتاب صاحب اليمن - وهو يقول: إن سلطان الحبشة قد قصد المملوك فى إيصال كتابه إلى السلطان، وكان ضمن كتاب ملك الحبشة: يقول أقل المماليك محر أملالك يقبل الأرض، وينهي بين يدي السلطان الملك الظاهر خلد الله ملكه - أن رسولا وصل من جهة والى قوص بسبب الراهب الذي جاءنا، فنحن ما جاءنا مطران مولانا السلطان، ونحن عبيده ، فيرسم (43 ب] مولانا السلطان للبطرك يعمل لنا مطرانا (4) يكون رجلا جيدا عالما لا يجبى ذهبا ولا فضة، ويسيره إلى مدينة عوان. فأقل المماليك يسير إلى نواب الملك المظفر- صاحب اليمن- ما يلزمه، وهو يسيره إلى أبواب السلطان، وما أخرت الرسل إلى الأبواب إلا أنى كنت فى بيكار، فإن الملك داود قد توفى، وقد ملك ولده، وعندى في عسكرى مائة ألف فارس من (1) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج3 ص 32، الدوادارى. كنز الدررج8 ص173.
(2) فى الأصل: "عسكرا.
(3) ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص ) 41 - 415، اليونينى . ذيل مرآة الزمان ج3 ص 30- 31، الدوادارى. كنز الدررج8 ص 173.
(4) فى الأصل: "مطران".
Shafi 197