Nahj Haqq
نهج الحق وكشف الصدق
Nau'ikan
والقلوب الواعية وهل يشك العاقل في الصحيح من المقالتين وأن مقالة الإمامية هي أحسن الأقاويل وأنها أشبه بالدين (1) وأن القائلين بها هم الذين قال الله فيهم فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب (2) فالإمامية هم الذين قبلوا هداية الله تعالى واهتدوا بها وهم أولو الألباب. ولينصف العاقل من نفسه إنه لو جاء مشرك يطلب [وطلب] شرح أصول دين المسلمين في العدل والتوحيد رجاء أن يستحسنه ويدخل فيه معهم هل كان الأولى أن يقال له حتى يرغب في الإسلام ويتزين في قلبه أنه من ديننا أن جميع أفعال الله تعالى حكمة وصواب وأنا نرضى بقضائه وأنه منزه عن فعل القبائح والفواحش لا تقع منه ولا يعاقب الناس على فعل يفعله فيهم ولا يقدرون على دفعه عنهم ولا يتمكنون من امتثال أمره أو يقال ليس في أفعاله حكمة وصواب وأنه يفعل السفه والفاحشة وأنه أمر بالسفه والفاحشة ولا نرضى بقضاء الله وأنه يعاقب الناس على ما فعله فيهم بل خلق فيهم الكفر والشرك ويعاقبهم عليهما ويخلق فيهم اللون والطول والقصر ويعذبهم عليها.
- ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا» الكهف: 50 وقال تعالى: «إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا، ورأوا العذاب، وتقطعت بهم الأسباب. وقال الذين اتبعوا: لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم، وما هم بخارجين من النار» البقرة: 167، 168.
(1) فقد ورد على لسان الرسول الأعظم، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، في نزول وتفسير قوله تعالى: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية* جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه» البينة: 7 و8: أنهم يوم القيامة راضين مرضيين، وهم الذين وعدهم نبيهم: بأن موعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت الأمم للحساب، تدعون غرا محجلين.
(2) الزمر: 17.
Shafi 80