Nahj Haqq
نهج الحق وكشف الصدق
Nau'ikan
فلينظر العاقل هل يجوز له أن يصير إلى مذهب لا يمكن إثبات نبوة الأنبياء به البتة ولا يمكن الجزم بشريعة من الشرائع والله تعالى قد قطع أعذار المكلفين بإرسال الرسل فقال لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل . (1) وأي حجة أعظم من هذه الحجة عليه تعالى وأي عذر أعظم من أن يقول العبد لربه إنك أضللت العالم وخلقت فيهم الشرور والقبائح وظهر جماعة خلقت فيهم كذب وادعاء النبوة وآخرون ادعوا النبوة ولم تجعل لنا طريقا إلى العلم بصدقهم ولا سبيل لنا إلى معرفة صحة الشرائع التي أتوا بها فيلزم انقطاع حجة الله تعالى.
- سبيل الحق. ألا إن الله تعالى قد كشف الخلق كشفة، لا أنه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم، ومكنون ضمائرهم» ولكن ليبلوهم أيهم أحسن عملا»، فيكون الثواب جزاء، والعقاب بواء».
وقال بعد وصف خلقه آدم، ومواهبه تعالى له: «واصطفى سبحانه من ولده أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم، وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم، لما بدل أكثر خلقه عهد الله إليهم، فجهلوا حقه، واتخذوا الأنداد (إلى أن قال) فبعث فيهم رسله، وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائف العقول، ويروهم آيات المقدرة (إلى أن قال في حق نبينا (ص)): إلى أن بعث الله سبحانه محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لانجاز عدته، وإتمام نبوته، مأخوذا على الأنبياء ميثاقه، مشهورة سماته، كريما ميلاده».
وقال في الخطبة (103): «حتى بعث الله محمدا (ص) شهيدا، وبشيرا ونذيرا، خير البرية طفلا، وأنجبها كهلا، وأطهر المطهرين شيمة، وأجود المستمطرين ديمة»، وقال في الخطبة (106): «اختاره من شجرة الأنبياء، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء، وسرة البطحاء، ومصابيح الظلمة، وينابيع الحكمة، طبيب دوار بطبه، قد أحكم مرهمه، وأحمى مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عمي، وآذان صم، وألسنة بكم، متتبع بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن الحيرة، لم يستضيئوا بأضواء الحكمة، ولم يقدحوا بزناد العلوم الثاقبة، فهم في ذلك كالأنعام السائمة والصخور القاسية».
(1) النساء: 165.
Shafi 141