النادر، والشاذ الشارد(1).
فأما كلامه(عليه السلام) فهو البحر الذي لا يساجل(2)، والجم الذي لا يحافل(3).
وأردت أن يسوغ لي التمثل في الافتخار به(عليه السلام) بقول الفرزدق:
أولئك أبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ورأيت كلامه(عليه السلام) يدور على أقطاب(4) ثلاثة:
أولها: الخطب والاوامر.
وثانيها: الكتب والرسائل.
وثالثها: الحكم والمواعظ.
فأجمعت(5) بتوفيق الله جل جلاله على الابتداء باختيار محاسن الخطب، ثم محاسن الكتب، ثم محاسن الحكم والادب، مفردا لكل صنف من ذلك بابا، ومفضلا فيه أوراقا، لتكون مقدمة لا ستدراك ما عساه يشذ عني عاجلا، ويقع إلي آجلا.
وإذا جاء شيء من كلامه(عليه السلام) الخارج في أثناء حوار، أوجواب سؤال، أوغرض آخر من الاغراض في غير الانحاء التي ذكرتها، وقررت القاعدة عليها نسبته إلى أليق الابواب به، ( 22 )
Shafi 21