331

ويعرى من لباسه فيسقط تترى ، وينبت تباعا ، فينحت من قصبه انحتات أوراق الأغصان (1) ثم يتلاحق ناميا حتى يعود كهيئته قبل سقوطه : لا يخالف سالف ألوانه ، ولا يقع لون فى غير مكانه. وإذا تصفحت شعرة من شعرات قصبه أرتك حمرة وردية ، وتارة خضرة زبرجدية ، وأحيانا صفرة عسجدية (2) فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن (3) أو تبلغه قرائح العقول ، أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين وأقل أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه ، والألسنة أن تصفه؟! فسبحان الذى بهر العقول (4) عن وصف خلق جلاة للعيون فأدركته محدودا مكونا ، ومؤلفا ملونا ، وأعجز الألسن عن تلخيص صفته وقعد بها عن تأدية نعته. وسبحان من أدمج قوائم الذرة (5) والهمجة إلى ما فوقها من خلق الحيتان والفيلة ، ووأى على نفسه

Shafi 92