307

Nafha Miskiyya

النفحة المسكية في الرحلة المكية

Mai Buga Littafi

المجمع الثقافي

Inda aka buga

أبو ظبي

Nau'ikan

ilimin ƙasa
الشبلي «١» رحمه الله تعالى «٢»:
فردت لوعتي، وأمنت روعتي، ورجوت القبول وبلوغ المنى والسّول، إلا أن تخيل فراقي أضرم أشواقي، وأسال عبراتي وأجّج زفراتي.
وفيما منّ الله به عليّ زيارة ضجيعي رسول الله- ﷺ أبي بكر الصديق- ﵁ وعمر الفاروق- ﵁ وكلما زرتهما سألتهما الشفاعة لي عند رسول الله- ﷺ وأن يكونا لي واسطة ووسيلة عنده، ﵊.
ومما منّ الله به علي أني أقرئت أوائل صحيح البخاري في الروضة المطهرة، عند نبيه- ﷺ من غير قصد مني، وذلك أنه طلب مني الشيخ الشاب سليمان بن عبد الهادي العجلوني ابن أخي الشيخ إسماعيل العجلوني أن أجيزه بما يجوز لي وعنى روايته، فأجزته، فالتمس، ونحن جلوس وقت العشاء الأخيرة ليلة الجمعة السابعة (١٨٢ ب) والعشرين من ذي القعدة الحرام أن يقرأ أوائل الصحيح وأقرر له ما تيسر، ففعلت، والحمد لله على ذلك، ومما اتفق أن الشيخ إسماعيل العجلوني شارح البخاري التمس مني مرارا أن أحضر في درسه في البخاري في الروضة تلك الليلة المتقدمة، فحضرت، فشرع في القراءة بعد أن صليت العشاء الأخيرة، وقرأ حديث (إنّما الأعمال بالنيات)، فأخذنا معه في المحاورات، ولم يزل يسألني وأجيبه، لكن الشيخ مع جلالته ارتج عليه، وسد عليه طريق التقرير بما يتعلق بالحديث المذكور، فأخذ يتكلم على الأمور الخارجية وأنا أمهد له طرق التقرير (الذي يقتضيه علمه) «٣» وإنما قرر أشياء تعتني بها صغار

1 / 311