78

Nafh Tib

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

Bincike

إحسان عباس

Mai Buga Littafi

دار صادر-بيروت

Inda aka buga

لبنان ص. ب ١٠

[الرحلة إلى دمشق] ثم استوعبت أكثر تلك المزارات المباركة كمزار موسى الكليم، على نبينا وعليهم وعلى سائر المرسلين والأنبياء أفضل الصلاة والتسليم، ثم حدث لي منتصف شعبان، عزم على الرحلة إلى المدينة التي ظهر وبان، دمشق الشام، ذات الحسن والبهاء والحياء والاحتشام، والأدواح المتنوعة، والأرواح المتضوعة، حيث المشاهد المكرمة، والمعاهد المحترمة، والغوطة الغناء والحديقة، والمكارم التي يباري فيها المرء شانئه وصديقه، والأظلال الوريفة والأفنان الوريقة، والزهر الذي تخاله مبسمًا والندى ريقه، والقضبان الملد، التي تشوق رائيها لجنة الخلد: بحيث الروض وضاح الثنايا أنيق الحسن مصقول الأديم وهي المدينة المستولية على الطباع، المعمورة البقاع، بالفضل والرباع: تزيد على مر الزمان طلاوة دمشق التي راقت بحلو المشارب لها في أقاليم البلاد مشارق منزهة أقمارها عن مغارب ودخلتها أواخر شعبان المذكور، وحمدت الرحلة إليها وجعلها الله من السعي المشكور: وجدت بها ما يملأ العين قرة ويسلي عن الأوطان كل غريب وشاهدت بعض مغانيها الحسنة، ومبانيها المستحسنة: نزلنا بها ننوي المقام ثلاثة فطابت لنا حتى أقمنا بها شهرا ورأينا من محاسنها ما لا يستوفيه من تأنق في الخطاب، وأطال في الوصف

1 / 58