[وداع الشام]
فخرج معنا - أسماه الله - مع جملة من الأعيان إلى داريا، المضاهية لدارين في رياها وحبذا ريا، فألفيناها:
ريا من الأنداء طي؟ بة لها القدر الجليل
تهدي لنا أرجاؤها أرجًا من الزهر البليل
وبها الغصون تمايلت ميل الخليل على الخليل
ووصلنا عند الظهيرة، وسرحنا العيون في بدائعها الشهيرة:
منزل كالربيع حلت عليه حاليات السحاب عقد النطاق
يمتع العين من طرائق حسنٍ تتجافى بها عن الإطراق
وقلنا بها، لما نزلنا بجنابها:
وبتنا والسرور لنا نديم وماء عيونه الصافي مدام
يسايره النسيم إذا تغنت حمائمه ويسيقه الغمام
فيا لك من ليلة أربت في طيب النفح، على ليلة الشريف الرضي بالسفح:
ونحن في روضة مفوفة قد وشيت بالغمائم الوكف
نغفي على زهرها فيوقظنا وهنًا هدير الحمائم الهتف