إن الماديين ومن ضمنهم أتباع المذهب «الديالكتيكي» من المتحمسين لهذه النظرية ، فهم يقولون :
«إذا انقطعت جميع قنوات التأثير الخارجي عن حسنا ، فهذا يعني أنا سوف لا نعرف شيئا ، وسيعجز الذهن عن جميع نشاطاته ، وتبقى معرفة الواقعيات أمرا محالا ، وعلى هذا فالحس منشأ المعرفة ومبنى أحكامنا اتجاه أي مسألة ، فينبغي القول أن الحس منبع المعرفة بل منبعها الوحيد» (1).
2 المجموعة الاخرى هي التي تقع في الطرف المقابل للمجموعة الاولى تماما وهي التي لا تولي أي أهمية للحس في مجال المعرفة.
يقول «ديكارت» : «لا نستطيع الوثوق بالمفاهيم التي وصلتنا من الخارج بواسطة الحواس الخمسة بأن لها مصداقا خارجيا أم لا ، وإذا كان لها مصداق فلا يقين لنا بتطابقه مع الواقع» (2).
مسار الحكمة في اوربا : «يعتقد (ديكارت) أن محسوسات الإنسان لا تتطابق مع الواقع ، وأن الحس هو وسيلة ارتباط بين جسم الإنسان والخارج ، ويرسم لنا صورة كاذبة عن العالم ، فهو يعتقد أن المفاهيم النظرية هي أساس العلم الواقعي» (3).
والخلاصة : أن هذه المجموعة تعتقد أن المعقولات فقط لها قيمة علمية يقينية ، أما المحسوسات فلها قيمة علمية غير يقينية (4).
إن المجموعة الاولى تستند إلى أخطاء العقل النظري والاختلاف الفاحش بين العلماء في المسائل العقلية ، بينما تستند المجموعة الثانية إلى أخطاء الحواس ، حيث يذكرون أعدادا لا تحصى من أخطاء حاسة البصر التي تعتبر أهم وأوسع حس للإنسان.
Shafi 103