86

الغرور العلمي هو الالتفات إلى ضآلة العلوم البشرية بالقياس إلى المجهولات ، طبقا للأدلة التي ذكرت سابقا.

إن الالتفات إلى هذه الحقيقة هو الذي جعل العلماء المتعمقين يعترفون بما قاله أحدهم : «إن علمي وصل إلى مستوى بأني أعلم أني لا أعلم» و «معلوماتي صفر والمجهولات بالقياس لها غير متناهية».

** 2 الحركة العلمية الأسرع :

والمتواصل لحل ألغاز عالم الوجود ، خاصة وأنه يرى أن أبواب العلم مفتوحة أمامه ، ولا ييأس من الحصول على علوم أكثر.

ومن الواضح أن الإنسان لا يسعى وراء الكمال مالم يشعر بالنقص ، ولا يبحث عن الدواء ما لم يحس بألم المرض ، ولهذا يقال : إن الاحساس بالألم احدى نعم الله العظيمة ، وان أسوء الأمراض هي تلك التي لا يصحبها الألم لأن المريض لا يطلع على المرض إلابعد أن ينقض عليه ويهلكه.

إن الالتفات إلى ظئالة العلم البشري يخلق عند الإنسان رد فعل إيجابي يدفعه نحو التحقيق والتفحص أكثر فأكثر ، وقد يكون هذا الأمر هو أحد أهداف القرآن الكريم عند تأكيده على نقصان العلم البشري.

** 3 الالتفات إلى مبدأ أسمى :

الإنسان شاء أم أبى يجد نفسه بحاجة إلى مبدأ أعظم تكون عنده جميع أسرار العالم مكشوفة ، وألغازه محلولة ، إن هذه القضية تهييء الأرضية لقبول دعوة الأنبياء ، وتفتح أمامه سبلا للاهتمام بالمصادر والطرق العلمية التي تفوق علم البشر.

على أية حال ، إن الالتفات إلى كون علم البشر محدودا مع غض النظر عن كونه حقيقة ، له آثار تربوية وإيجابية جمة.

Shafi 92