واستمر الحديث بينهما طويلا ، وقد ذكر في سورة مريم (1).
وقد ادعى البعض أن الملك تمثل لمريم في حس الباصرة فقط ، (وليس في الخارج)، لكن هذا خلاف الظاهر ولا دليل عليه ، والقرائن على أن هذا الشهود قد حصل لمريم فقط ، ويحتمل أنه إذا كان أحد معها ما كان قادرا على الرؤية ، وعليه فالآية قرينة اخرى على مسألة إمكانية الشهود حتى لغير الأنبياء.
** النتيجة :
نستنتج مما تقدم أن هناك مصدرا للمعرفة غير المصادر التي قرأنا عنها إلى الآن ، وهو مصدر مبهم وغامض بالنسبة لنا ، لن يستفاد وجوده من آيات القرآن بوضوح ، وهو لا يختص بالأنبياء والأئمة ، بل قد يحصل لغيرهم أيضا ، وإذا شككنا في بعض الآيات في مجال استفادة هذا المصدر منها ، فإن هذا المصدر يستشف من مجموع الآيات.
بالطبع ، إن هذا الحديث لا يعني فسح المجال أمام كل من يدعي الكشف والشهود ، بل إن لهما علائم سنشير إليها فيما بعد إن شاء الله.
* توضيحات
** 1 نماذج جميلة من الكشف والشهود في الأحاديث الإسلامية
إن الروايات التي كشفت عن مصدر المعرفة ليست بالقليلة وقد وصلت إلى حد «الاستفاضة» حسب تعبير علماء الحديث ، وقد أوردنا هنا نماذجا من هذه الروايات :
1 ذكر في تاريخ معركة الأحزاب أن المسلمين عند حفرهم للخندق حول المدينة (كوسيلة دفاعية أمام العدو) خرجت عليهم صخرة كسرت المعول ، فأعلموا النبي صلى الله عليه وآله ،
Shafi 205