بل حتى بالأحاديث ، فذلك في المرحلة الثانية وبصورة مستقلة.
وقد إخترنا هذا الاسلوب في (نفحات القرآن) حيث جمعنا كل الآيات الواردة في كل موضوع وجعلناها في مقدمة كل بحث ، وجعلنا كل مسائل البحث تسير تحت ظل الآيات ، ونعتقد أن هذا هو السبيل الأمثل لإيصالنا إلى حقائق القرآن.
وهذان الاسلوبان متبعان في التفسير المعتاد (التفسير الترتيبي حسب السور والآيات) فجماعة يحملون آيات القرآن على آرائهم وجماعة اخرى يجعلون آراءهم تابعة لآيات القرآن ، ومن الواضح أن الاسلوب التفسيري الصحيح هو الثاني.
القرآن (نور وكتاب مبين) فهو يبين كل الحقائق المرتبطة بسيادة الإنسان : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ). (المائدة / 15)
** عقبات تواجه التفسير الموضوعي :
يواجه المفسر في طريقه ثلاث عقبات مهمة.
1 ليس التفسير الموضوعي بأن تجعل فهارس الآيات أمامك وتجمع الآيات التي ورد فيها ذكر لكلمات المواضيع التي تريد البحث فيها ، مثل الجهاد والتقوى ، لأن الكثير من الآيات تتكلم حول هذه المواضيع بدون أن تذكر فيها كلمة التقوى أو الجهاد ، ولا بأس هنا أن نذكر مثالا واحدا ، نحن نعلم أن الله سبحانه «رحمن» و «رحيم» و «أرحم الراحمين» وهذا المعنى وارد ، في الكثير من آيات القرآن ، ولكن توجد آيات تبين هذه الحقيقة بدون استعمال مادة «رحم» ، منها : ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ) (1) . (النحل / 61)
Shafi 17