الحج والصدقة إليه، وقضاء الدين عنه. قال رسول الله ﷺ: «الآن بردت عليه جلدته»، ثم إن حقيقة الثواب لا فرق في فعله بين أن يكون ثواب حج أو صدقة أو وقف أو صلاة أو استغفار أو قراءة قرآن أو قضاء دين، فمغفرة الله تعالى صالحة للكل من غير فرق لمن أنصف وتطابق الأحاديث التي ذكرناها تدل دلالة ظاهرة على ذلك، وحديث ابن عباس في «الصحيحين» أن النبي ﷺ: «مر على قبرين» الحديث.
قال الخطابي: (وهذا عند أهل العلم محمول على أن الأشياء ما دامت على أصل خلقتها وخضرتها وطراوتها تسبح الله ﷿ حتى تجف رطوبتها وتحول خضرتها أو تقطع من أصلها، فإذا خفف عن الميت بوضعه ﷺ الجريدة على قبره فبطريق ذلك أن يكون ذلك بالقرآن الذي جاء به من عند الله ﷾ .
وقوله ﷺ: «ما من مؤمن يشاك شوكة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة» رواه مسلم، والشوكة والمرض ليس فيهما صنيع، وقد حصل له رفع الدرجة وحط الوزر.
فنسأل الله تعالى التوفيق لكل خير، والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
1 / 297