204

Nafahat Canbar

نفحات1

Nau'ikan

شبام وما أدراك ما شبام، تروق النواظر، وتكل عن وصفها الألسن والمحابر، لا أطيب من هواها، ولا أرق من أرضها وسماها، لا يشبهها في الطيب محل، ولا يضاهيها شيئ من المدن وأن عظم وجل، قطعة شردت من صنعاء فالتقاها جبل كوكبان، وغرفة من غرف الجنان، لم يسكنها إلا ألو اللطف من نوع الإنسان، حوراء لا ترضى إلا من لطف طبعه، غيداء رواح لا تقبل إلا على من ألقى سمعه، لا ترى فيها ما يكدر الطباع، إلا ما تلتذه القلوب والأسماع، أنهارها متدفقة، وأشجارها مغدقة مؤنقة، ومزارعها عجيبة، وتحفها في الخيرات رغيبة، ليس بينها وبين كوكبان فارق بل هي في أصله "وعنها" (1) نشأ وبها افتخر وأنتشا، يصعد منها إليه اللطف والظرافة، فأتصف أهله [91أ-ج] لأجلها باللطف والتحافة، هي له روضة يشتم شميم أزهار لطافتها، ويتفكه ببدائع ربقات سماتها وصفاتها، إلى أن قال: ولما بعدت عنها لما وقع بيني وبين سيدي محمد بن الحسين بن عبد القادر من المواحشة قلت متشوقا إليها(2):

زادني حب شبام أرقا

نشأتي فيها وأحبابي بها

يا أحبائي بطفران وبالشعبة

في رياض النرجس الغصن الذي

فهو صحن الدر فيه الكأس من

دائب الدر جرى من تحتها ... فرعاها الله عني وسقى

وبها الأتراب لي والأصدقا

الغنا لقد عز اللقا

طرح الأوراق منه ورقا

عسجد يسقيك منه عرفا عبقاعبقا

جدولا يكسو رباها رونقا

ومنها:

فرعا الله شبام إنها

فلكم أهوى بها من رشاء

وسقاني فسقاني حبه

يا رشيق القد يا من ثغره اللؤلؤ

سحر عينيك تولى الفتك بي ... تركت قلبي عميدا موثقا

راش من عينيه سهماا رشقا[155-أ]

وهوائي لهواني وانتقى [49أ-ب]

الرطب ويا غصن النقا

أنت لا ترحم من قد عشقا

وهي أكثر من هذا القدر.

[مشايخه مشايخه ومقروآته]

Shafi 248