وأظهر لهم أن الرصاص وضرب [61ب-ج] السيوف لا تعمل فيهم، فاجتمعوا إلى موضع بقرب (جبل راس) ثم تقدم عصابة إلى (العدين)، وشاع في الناس عدم قطع الرصاص فيهم فهابوا ذلك ولما وصلوا العدين قتلوا من وجدوا فرماهم بعض العسكر فقتلت منهم وعند ذلك انثالت عليهم العسكر فانهزموا وقتل منهم شيء كثير، وبعد انهزامهم قصدوا (قلعة حيس) ولم يكن عند العامل ما يردهم عن دخول القلعة فدخلوها وانتهبوا ما كان فيها من المال المحفوظ، وقبضوا العامل، ولما بلغ المهدي هذه الوقائع جهز عليهم صاحب الترجمة في جيش وأنفذ إلى الأمير الماس عبد الرحمن عامل (بيت الفقيه) (1) يأمره بحفظ الأطراف، وبإنفاذ خيل ورجل من عنده مع صاحب الترجمة، وكان قد اجتمع مع الساحر جمع عظيم ولما التقى الجمعان كانت الدائرة على أصحاب الساحر قتلا وأسرا، وحملت الرؤوس إلى المهدي وقيل إنها كانت فوق [100-أ] أربعمائة، وانهزم الساحر واختفى{ولا يفلح الساحر حيث أتى} [طه:69] ولم يزل صاحب الترجمة ب(صنعاء) حتى تغير خاطره لأسباب فأوجب عزمه مغاضبا للمهدي في سنة ثمانية وستين ومائة وألف فخرج من (صنعاء) خفية هو وبعض إخوته وبني عمه إلى (جبل برط) (2) فلبث فيه أشهرا، ثم جمع جيشا من (بكيل) (3) وعزم إلى (أصاب) وضرب دراهم واستبد بالبلاد، فجهز عليه المهدي الأمير سليم بأجناد جرارة وحاصره بالقلعة، وآل الأمر إلى الإصلاح، وخرج السيد العلامة عبد الله بن لطف الباري الكبسي لتقرير أمر الصلح والشروط.
[وفاته ومراثيه]
Shafi 186