يستمد آراءه ويشاوره في المهمات ويثق به في النصح ويعظمه أبلغ التعظيم، ويطلعه على أسراره.
وكان لصاحب الترجمة شهرة بين الناس [60أ-ج] وحظ، وذكر سائر لا تفد الأغراب من أطراف الأقطار إلا إليه من فاضل وعالم وشاعر، فيحسن نزلهم ويبقون لديه مدة إقامتهم، ويقوم بمؤنة ما يحتاجونه ويستخرج لهم من الخليفة ما يؤملون من العطاء، وكانت أيامه مواسم لا تبرح الأعلام من حضرته للقراءة والقراء، وكان يخلو بنفسه في الليل للمطالعة والتعليق للأبحاث، وقضاء أغراضه، وكان لا يدخر شيئا ولا يضع ما يصل إليه من الدراهم في كيس ولا صندوق بل ينفقها أو يضعها عند أحد أولاده لوقت الحاجة إليها حتى كان لا يعرف مقدار صرف القروش من الدراهم ولا[33أ-ب] يشتغل بملبوسه ولا مفروشه ولا مركوبه ولا يتأنق فيها إنما شغلته العلم وجمع الكتب، ومطالعة الأسفار، ولقد أخبرني تلميذه شيخنا جمال الدين علي بن إبراهيم بن عامررحمه الله [98-أ]تعالى، أنه كان لا يترك القراءة هو وإياه وهو في (أصاب) أيام الحرب، وملاقاة الأبطال، وكان لا يحب الظهور في شيء قليل الاعتراض على العلماء محسنا إلى الطلبة يصل محاويجهم، ويكسو عراتهم، ويعينهم بالكتب، ويهب لهم منها ما يحتاجونه.
[مشايخه مشايخه]
وقرأ في الفقه على القاضي العلامة حسين السياغي الحيمي وكان يصفه بالملكة في الفقه وبالذكاء، وقرأ على والده في النحو والأصولين والفقه، وعلى المولى هاشم بن يحيى الشامي في كثير من العلوم، وعلى المولى أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن المهدي، والمولى محمد بن زيد بن محمد بن الحسن في (العضد) وحواشيه، و(الكشاف) وحواشيه، وغيرها.
Shafi 183