وها أنا ذا قد وجدت ما هو أعظم من الحكمة، قد وجدت روحا ملتهبة فيكم، ما برحت تستزيد جمع مبعثرات ذاتها، غير أنكم كنتم وما زلتم غافلين عن اتساعها وتعاظمها، تنوحون وتبكون على أيامكم الزائلة.
فإن الحياة تفتش عن الحياة في أجسام الذين يخافون القبور. •••
ولكن لا قبور ها هنا؛
لأن هذه الجبال والسهول إنما هي بالحقيقة سرير ومرقاة، فإذا قادتكم خطواتكم إلى الحقل الذي وضعتم فيه أسلافكم، فتأملوا جيدا جميع جهاته، تروا ذواتكم ترقصون مع أولادكم جنبا إلى جنب.
فإنني الحق أقول لكم، إنكم كثيرا ما تفرحون وأنتم لا تعرفون.
وآخرون جاءوا إليكم وعللوكم بالمواعيد الذهبية التي تبنون عليها صروح إيمانكم، فوهبتم لهم ثروة وقوة وعظمة.
أما أنا فقد أعطيتكم أحقر موعد، ولكنكم أظهرتم نحوي أريحية لم تظهروها لسواي؛
فقد أعطيتموني تعطشي الشديد للحياة.
فإنني أصارحكم القول إنه ما من عطية في هذا العالم أجزل فائدة للإنسان من العطية التي تحول كل ما في كيانه من الميول والرغبات إلى شفتين محترقتين عطشا، وتجعل حياته جميعها ينبوعا حيا باقيا.
وهو ذا فخري وأجري.
Shafi da ba'a sani ba