وظل يجد في سيره والشعب يلحق به حتى وصل إلى المرفأ، فصعد إلى سفينته ووقف على ظهرها.
حينئذ رفع صوته والشعب ينظر إليه وقال لهم:
يا أبناء أورفليس، إن الريح تأمرني أن أفارقكم.
ومع أنني لست كالريح عجولا، فإنني مرغم أن أطيع أوامرها؛
لأننا نحن الهائمين، الذين ينشدون أبدا أشد الطرق وحدة، لا نبدأ أعمال نهار ما عندما نفرغ من نهار غيره، ولا يجدنا شروق شمس حيث تركنا الغروب الذي تقدمه؛
لأننا وإن نامت الأرض، مستيقظون نوالي مسيرنا. •••
نحن بذور نبات غريب عجيب، وفي بلوغنا واكتمال نمو قلوبنا قد وهبنا منحة للريح، فتفرقنا على وجه الأرض. •••
قليلة كانت أيامي بينكم، وأقل منها كلماتي التي تركتها لكم، ولكن إذا تلاشى صوتي في آذانكم، وزالت محبتي من قلوبكم، فحينئذ آتي إليكم سريعا،
وأخاطبكم ثانية بقلب أوفر عطفا من قلبي، وشفتين أجزل إثمارا للروح من شفتي.
أجل، إنني سأرجع مع المد.
Shafi da ba'a sani ba