Annabi Ibrahim da Tarihin da Ba a Sani Ba
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Nau'ikan
صعد إبرام من مصر وامرأته، وكل ما كان له، ولوط معه «إلى الجنوب»، وكان إبرام غنيا جدا في المواشي والفضة والذهب، وسار في رحلاته من الجنوب إلى بيت إيل، إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة.
تكوين 13: 1-3
ولنتذكر قول التوراة: «أراميا تائها كان أبي» (تثنية 26: 5)، فهو ما لا يجب أن ينساه اليهودي عن جده إبراهيم: «أراميا تائها» كان أبي! والمتأمل في سيرة النبي إبراهيم التوراتية يستشعر مدى صدق هذا الوصف وحال النبي، فمن الواضح في إصحاحات التكوين، أنه لم يستقر زمنا في مكان واحد، وكلما أناخ في موطن بنى مذبحا لربه، أو بالتعبير المتواتر في التوراة «فبنى هناك مذبحا، ودعا باسم الرب».
وعلى الطرف الآخر نجد كتب التراث الإسلامية تصر من جهتها على علاقة وطيدة للنبي إبراهيم بجزيرة العرب، وأنه جد النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
عبر إسماعيل، وأن إبراهيم وولده إسماعيل من بناة الكعبة الحجازية البيت الإلهي الذي قدسه العرب قبل الإسلام بزمان، وهو مما يثير أمامنا الإشكال من جديد حول الأصل الآرامي للنبي إبراهيم بعد أن أغلقناه، حيث سنجد احتمالا آخر للآرامية في الجزيرة العربية، ورغم أن التوراة لم تأت بذكر واضح لرحلة قام بها إبراهيم لجزيرة العرب، ورغم أن التراث الإسلامي لم يحاول نسبة الأصل الإبراهيمي لجزيرة العرب إنما عده وافدا وزائرا، فإن الإشكالية تظهر فيما تمدنا به وثائق التاريخ العربي، حيث نجد تقسيما - لا شك لم يأت من فراغ - للعرب إلى: عرب عاربة بائدة، وعرب مستعربة باقية، وكان أشهر العرب البائدة أهل «أرم»، حتى صار اسمهم علما على العرب البائدة فعرفوا بالأرمان.
وقد ذكر «حمزة الأصفهاني» في تاريخه: أن العرب العاربة عشرة: عاد وثمود وطسم وجديس و«عماليق» وعبيل وأميم ووبار ورهط وجاسم وقحطان، فكانت هذه الفرق تؤرخ بسني إرم، إلى أن بادت كلها الواحدة إثر الأخرى، وبقي منهم بقايا يسيرة، وكانوا يسمون الأرمان،
1
وقد فسر المسعودي سبب إطلاق التسمية «أرمان» على مجمل العرب البائدة في قوله: «إنما سموا بذلك لأن عادا لما هلكت قيل لبقاياها إرم، فلما هلكت ثمود قيل لبقايا إرم أرمان»،
2
Shafi da ba'a sani ba