Annabi Ibrahim da Tarihin da Ba a Sani Ba
النبي إبراهيم والتاريخ المجهول
Nau'ikan
ثم إن أبيمالك ملك جرار الفلسطينية، والمفترض أنها على حدود شبه جزيرة سيناء الشرقية، قال لسارة:
إني أعطيت أخاك ألفا من الفضة.
تكوين 20: 16
وهنا يطرح السؤال نفسه : «كيف حصل اليهود على أرض فلسطين القديمة؟»
ونعود للمستر «ماير» صاحب الشهرة الواسعة لنرى رأيه، فنجده يقول : «إن ما توحيه إلينا الكلمات الواردة في «سفر التكوين 20: 13» تدل على «معاهدة شريرة» عقدها إبراهيم مع سارة، فإنه إذ كان يتحدث إلى ملك الفلسطينيين، انسابت من بين شفتيه كلمات تكشف لنا سر «سقوطه في تلك الخطيئة»، عندما دخل أرض الموعد في بداية الأمر، وعندما نزل إلى مصر تحت ضغط المجاعة، وعندما تكرر سقوطه هذه المرة، في هذه الآية نراه يقول: وحدث لما أتاهني الله من بيت أبي أني قلت لها: هو ذا معروفك الذي تصنعين إلي في كل مكان نأتي إليه، قولي عني: هو أخي! «لقد دل تصرفه على منتهي الجبن، فقد ارتضى أن يعرض طهارة النسل الموعود للخطر» (لاحظ المشكلة عند ماير ليس فيما يقرأ، إنما ما يشغل باله، ويؤرق نفسه هو طهارة الدم العبري ونقاؤه)، كان الأمر مخلا بالشرف جدا، أن يسمح لنفسه بأن تجوز سارة محنة كهذه، وسط هذه القبائل الهمجية (لاحظ أنه يرى الفلسطينيين هم الهمج!) ... ومع مزيد الأسف «كان مستوى إبراهيم الأخلاقي في هذا الموقف أحط من مستواهم»، حتى إن أبيمالك نفسه «عندما اكتشف أن سارة زوجة إبراهيم» استطاع أن يوبخه قائلا: «جلبت علي وعلى مملكتي خطية عظيمة» (تكوين 20: 9). ولا شك أن الصورة التي ارتسمت في عقل أبيمالك من جهة إبراهيم وإلهه كانت كافية لفشل أية محاولة من جانب إبراهيم، ليكسب بها أبيمالك للإيمان اليهودي، وإنني أتخيله يقول: إني أفضل أن أبقى كما أنا بعدما رأيته في زعيم اليهود، إنه لأمر يمزق الأحشاء حسرة وألما وحزنا، أن نرى أحد الوثنيين يعير رجلا من أكبر أولاد الله بالكذب، «ومن تصرف أبيمالك نحكم بأنه أكثر نبلا من إبراهيم».»
وكعادته فإن «ماير» يأخذ في استنتاج العظات من تلك الصراحة التي تدلل عنده على صدق الكتاب المقدس، فيقول: «إن معاملة الله لإبراهيم بإزاء هذه الخطية تملأ قلوبنا ثقة وشجاعة، إنه لم يتخل عنه ولم ينبذه، وعندما أشرف هو وامرأته على حافة الخطر نتيجة خطيته، أقبل إليهما صديقهما القدير؛ لينجيهما من الخطر المحدق بهما، ثم إنه وبخ من أجله ملوكا (سفر الأيام الأول 16: 21)، وأخبر أبيمالك أنه كان محكوما عليه بالموت، وأمره أن يلتمس الصلاة، من نفس الشخص الذي خدعه، والذي «رغم كل سقطاته كان لا يزال نبيا، له قوة من الله».»
4
وبذلك نكون قد وصلنا إلى إجابة عن السؤال المطروح آنفا، ونكون قد عرفنا ابتداء الأسلوب الذي اتبعه اليهود للحصول على الثروة من مصر والأرض من فلسطين، في قصة التوراة الميمونة.
والغريب أنهم بعد تمكنهم من الأرض ومن القوة نقرأ استطراد التوراة، فتقول إنه بعد استقرار النبي في «جرار»، أتاه أبيمالك مع قائد جيشه لغرض يوضحه «ماير»، بقوله: «وطلب منه معاهدة لا يلتزمان بها وحدهما، بل ويلتزم بها أيضا كل ذريتهما، قائلا: احلف بالله ها هنا أنك لا تغدر بي ولا بنسلي وذريتي، وقبل المصادقة النهائية على هذه المعاهدة «بسط إبراهيم أمرا، مازال إلى الآن مصدر نزاع شديد في الشرق»، فإن رعاة أبيمالك كانوا قد اغتصبوا البئر التي حفرها عبيد إبراهيم (لاحظ أن ماير يعتبر استخدام الفلسطينيين لبئر في أرضهم اغتصابا!)، أما الملك أبيمالك فقد أنكر علمه بكل ما حصل، وفي هذه المعاهدة، وضعت عبارة تتعلق بهذه البئر، لكي تكون هذه العبارة معلومة للأجيال القادمة! ... لم تكن مواد الكتابة معروفة بعد، ولذا فقد كانت السبع نعاج التي أعطاها إبراهيم لأبيمالك هي العلامة الظاهرة الدائمة «على أن البئر ملك لإبراهيم»، وهكذا إذا قطع العهد بجوار البئر اقترن اسمها باسم المعاهدة إلى الأبد، فقد دعيت بئر سبع أي بئر القسم، أو بئر سبع إشارة إلى السبع نعاج الهدايا، التي اقترنت بهذه المعاهدة، ولزيادة تثبيت المعاهدة غرس إبراهيم شجرة أثل كي تكون بخضرتها الدائمة تذكارا للمعاهدة.»
5
Shafi da ba'a sani ba