Muyassar
الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
Bincike
د. عبد الحميد هنداوي
Mai Buga Littafi
مكتبة نزار مصطفى الباز
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ
Nau'ikan
ﷺ لقى جبريل ﵇ فقال: إني أرسلت إلى أمة فيهم الشيخ الكبير، والعجوز، والغلام، والخادم، والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط! فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف).
قلت: فقد تبين لنا مما رويناه- ومما هو في معناه- أن القرآن الأول رخص لهم في القراءة على ما تيسر لهم من اللغات العربية، وأن القرآن نزل بجميع ذلك على رسول الله ﷺ تارة في المبدأ الأول [٣٧/أ]، وأخرى في سنى الوحى إبان العرض؛ على ما صح في الحديث؛ (إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني العام مرتين).
وعلمنا من الأحاديث التي وردت في هذا الباب: أن الصحابة كانوا يقرءونه على اختلاف الألفاظ وتوافق المعاني، والدليل على أنهم كانوا يقرءونه على هذا النحو: حديث عمر بن الخطاب ﵁؛ أنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ (سورة الفرقان) على خير ما أقرؤها عليه، وكان رسول الله ﷺ أقرأنيها؛ فكدت أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه؛ فجئت به رسول الله ﷺ، فقلت إني سمعت هذا يقرأ (سورة الفرقان) على خير ما أقرأتنيها؟! فقال رسول الله ﷺ: (اقرأ)، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله ﷺ: (هكذا أنزلت)، ثم قال لي (اقرأ)، فقرأت، فقال: (هكذا أنزلت؛ إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف؛ فاقرءوا ما تيسر منه).
وحديث أبي ﵁ قال: قرأ أبي آية، وقرأ ابن مسعود خلافها، وقرأ رجل آخر بخلافهما؛ فأتينا النبي ﷺ، فقلت له: ألم تقرأ آية كذا وكذا: كذا وكذا! وقال ابن مسعود: ألم تقرأ آية كذا وكذا: كذا وكذا؟! فقال النبي ﷺ: (كلكم محسن مجمل).
وحديث أبي جميم الأنصاري ﵁، قال: إن رجلين اختلفا في آية من القرآن؛ فقال هذا: تلقنتها من رسول الله ﷺ؟! وقال الآخر: تلقنتها من رسول الله ﷺ؟! فسألا رسول الله عنها؟ فقال رسول الله: (إن القرآن نزل على سبعة أحرف؛ فلا تماروا في القرآن؛ فإن المراء فيه كفر).
وحديث ابن مسعود: (إني قد سمعت القراءة)، فوجدتهم متقاربين؛ فاقرءوا كما علمتم؛ إنما هو كقول أحدكم هلم، وتعال، وأقبل!).
فإن قيل: فهل يجوز اليوم لأحدنا أن يقرأ على ذلك؟
فالجواب أن نقول: كان الأمر على ذلك زمان نبي الله ﷺ، وبعده إلى إمرة عثمان ﵁، فكان كل منهم يقرؤه على ما انتهى إليه من النبي ﷺ، أو ممن سمع منه، وكانوا لا يتعدون المسموع، ولم يكن أحد منهم ليجعل أحد الحرفين- المختلفين في اللفظ المتفقين في المعنى- مكان الآخر من تلقاء نفسه، وما كان ينبغي له!
ولما كان مقتل أهل اليمامة، واستشهد بها القبيل من فضلاء الصحابة- أشار عمر على أبي بكر ﵄ بجمع القرآن شفقا على ذهابه بذهاب حملته [٣٧/ب]، فتحرج أبو بكر- ﵁ عن ذلك، ثم شرح الله صدره للذي شرح له صدر عمر؛ فأمر زيد بن ثابت بجمع؛ فإنه كان كاتب الوحى،
1 / 113