104

Muyassar Fi Haya

الميسر في حياة الخلفاء الراشدين

وأما البحرين فكان فيها بنو عبد القيس وبنو بكر، وكان عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنذر بن ساوى(2)، وتوفي في المدة التي مات فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فارتدت البحرين، أما بنو عبد القيس فقد ثبتت على الإسلام بفضل (الجارود) وأما بكر فثبتت على ردتها. وأما الجارود فكان رجلا نصرانيا، وقد وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلم، وبقي بالمدينة حتى فقه في الدين، ثم رجع إلى قومه فلم يلبث إلا يسيرا حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فارتد قومه وقالت بنو عبد القيس : لو كان محمد نبيا لما مات، وبلغ ذلك الجارود فجمعهم وقال لهم : يا معشر عبد القيس، إني سائلكم عن أمر فأخبروني به إن علمتموه ولا تجيبوني إن لم تعلموا. قالوا : سل عما بدا لك، قال : تعلمون أنه كان لله أنبياء فيما مضى ؟ قالوا : نعم، قال : تعملونه أو ترونه ؟ قالوا : لا بل نعلمه، قال : فما فعلوه ؟ قالوا : ماتوا، قال : فإن محمدا - صلى الله عليه وسلم - مات كما ماتوا، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قالوا : ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك سيدنا وأفضلنا، وثبتوا على إسلامهم، وحصرت جماعته في مكانين، وقاد المرتدين الحطم بن ضبيعة، وأرسل أبو بكر رضي الله عنه العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وكان من قبل أميرا عليها من قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما اقترب من البحرين التحق به ثمامة بن أثال رضي الله عنه من مسلمة بني حنيفة وذلك بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكان الجارود ومن معه من عبد القيس يقاتلون الحطم بن ضبيعة، والعلاء ومن معه يقاتلون المرتدين في جهة هجر، ونصر الله المسلمين وأيدهم وخذل الكافرين وهزمهم.

Shafi 105