231

Al-Muwazanat tsakanin wakokin Abi Tammam da al-Buhturi

الموازنة بين شعر أبي تمام و البحتري

Mai Buga Littafi

مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى

Inda aka buga

١٩٩٤ م

فهذه الاستعارة الصحيحة: أن يقتل العجل الإبطاء، لا أن يقتل الإنجاز الوعد، فأما قوله: نؤم أبا الحسين، وكان قدمًا ... فتى أعمار موعده قصار وقول البحتري: وجعلت فعلك تلو قولك قاصرًا ... عمر العدو به وعمر الموعد فإن عمر الموعد مدة وقته؛ فإذا أنجز صار مالا؛ فنفاد وقته ليس بمبطل له، بل ذلك نقله من حال إلى حال أخرى. ألا ترى إلى البحتري كيف كشف عن هذا المعنى، وجاء بالأمر من فصه؟ فقال: يوليك صدر اليوم ما فيه الغنى ... بمواهب قد كن أمس مواعدا فبطلان الموعد هو بطلان الشيء الذي الموعد واقعٌ به، وصحته هو صحة ذلك الشيء. ثم أتبع البحتري هذا البيت بأن قال: شيم السحائب: ما بأن بوارقًا ... في عارضٍ إلا انثنين رواعدا فجعل البوارق مثالا للمواعد، وجعل الرواعد التي هي البوارق على الحقيقة وحالهما واحدة مثالا للغيث الذي هو العطايا؛ فالرواعد ليست بمبطلة للبوارق، بل هي هي؛ لأن تلك نور يحدثه ازدحام السحاب، والرعد صوت ذلك الازدحام؛ فالبرق يرى أولا، والرعد يسمع آخرًا، وهو هو، وذلك أن العين أسبق

1 / 233