81

فعبر الله عن ملكه وسيطرته على السماوات والأرض، بأنه إله في

السماء وفي الأرض وليس على معنى الظرفية وهو أنه حال في السماء وفي الأرض تعالى الله عن ذلك.

[ معنى {ما يكون من نجوى ثلاثة..إلخ }]

وقول الله تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} [المجادلة:7]، فليس المعنى أنه قريب قرب مماسة، أو قرب جسم، وكذا حينما يقول: {وهو معكم أين ما كنتم} [الحديد:4]؛ بل المعنى أنه مدبر وعالم وحافظ وشاهد على أعمالنا كلها، لا يخفى عليه شيء منها.

لأننا في الشاهد نعرف أنه لا يعلم بأعمالنا إلا من هو حاضر معنا؛ فعبر الله لنا بما نفهم، وحتى لا نظن أننا إذا لم نستطع أن نرى الله ونتصوره أنه غائب عنا غير مطلع على أعمالنا، فأخبرنا أنه معنا أينما كنا وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، عالم بأعمالنا وحركاتنا.

ولا يعني أنه قريب منا كما قلنا قرب مماسة؛ لأن القول بذلك يؤدي إلى التناقض؛ لأنه كيف يكون قريبا منا قربا حسيا؟وهو مع ذلك في السماء وفي الأرض وفي كل مكان؛ حسب ظواهر الآيات، فالمراد بقوله: (معكم) وأمثالها:أنه حاضر شاهد لا يغيب عنكم لحظة واحدة.

Shafi 81