لكن قصدهم في الحقيقة مما يقولون به من المذاهب التشبيه الصريح، ولذلك جاءوا بأحاديث صريحة في التشبيه لا تحتمل التأويل.

فقد رووا في صحاحهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه جاء رجل من اليهود إلى رسول الله (ص) فقال يا محمد: إن الله يضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر والأنهار على إصبع...وفي لفظ:الماء والثرى على إصبع ثم يهزهن وفي رواية البخاري(1): فضحك النبي تعجبا وتصديقا لليهودي .))[صحيح مسلم (4/2148)](2).

فظهر لك أيها المطلع أن قولهم: يد لا كالأيدي إنما هو هروب ومغالطة فقط، وإلا فالواقع أنهم يريدون التشبيه لله سبحانه، وأن له يدا حقيقية لها أصابع وأظفار.

لكن المنزه لله تعالى الذي يقول: إن اليد بمعنى القوة أو النعمة، لا يمكن أن يقول إن لها أصابع؛ لأنها إنما هي تعبير عن القوة من حيث أنها آلتها في الشاهد.

Shafi 79