فنقول: إن سدرة المنتهى هو مكان في السماء وهو أعلى منطقة في السماء تصل إليها المخلوقات ولا يستطيعون تجاوزها والخروج عن نطاق السماوات والأرض كما قال الله تعالى: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} [الرحمن:33].
أي لا يستطيع أحد من الجن والإنس الخروج من أقطار السماوات والأرض إلا بسلطان وقوة وإذن من الله عز وجل.
وما يقوم به علماء الفضاء من غزو للفضاء، ما هو في الحقيقة إلا تجول في حدود بسيطة من الفضاء، وانتقال من كوكب إلى كوكب، وقد ذكروا أن مراصدهم لا زالت ترصد كواكب ونجوما بعيدة يقدرون الوصول إليها بآلاف وملايين السنين الضوئية؛ فهم لا يستطيعون الوصول إليها ولا حتى مئات الأجيال بعدهم، وما زال ذلك كله في حدود أقطار السماوات؛ فكيف بالخروج من أقطار السموات والأرض؛ فسبحان الله العظيم.
إذا فسدرة المنتهى منطقة في أعلى السماء شرف الله تعالى نبيه
بالوصول إليها؛ لأنها مكان عظيم وشريف لا يصل إليها إلا من شرف عند الله تعالى وعلت درجته.
[تفسير الحجب]
وأما معنى الحجب التي قد تطلق في حقه تعالى، فليس على معنى الحجب الحقيقية، وهي أنها أجسام تحجب عباده عنه؛ لأنه لو قلنا بذلك لكانت الحجب التي تحجب الله أكبر وأعظم من الله.
Shafi 62