فتلخص لك مما قدمناه عدة نقاط:
الأولى: أن المتسمين بأهل السنة لا يمكنهم الاستدلال بالكتاب والسنة، إلا بعد أن يثبتوا صحتهما، وأنه لا يمكنهم إثبات صحتهما مع نفيهم للتحسين والتقبيح العقليين.
الثانية: أن دعواهم التمسك بظاهر القرآن والسنة غير صحيح، فإنهم يأولون الكثير من الآيات والأحاديث كما مر.
الثالثة: أنهم يتأولون حتى الآيات، والأحاديث التي يسمونها آيات الصفات، ولا يحملونها على ظاهرها، ولكنهم يتأولونها بتأويلات لا تقبلها اللغة العربية؛ لأنها ليست من حقيقتها، ولا مجازها.
الرابعة: أنهم بإصرارهم على عدم التأويل، ووجوب التمسك
بالظاهر، يخالفون السلف الذين يدعون التمسك بهم، ويخالفون علماءهم؛ فإنه قد صح عنهم جميعا التأويل كما قدمنا بعض الشواهد على ذلك.
[ كيفية معرفة المحكم من المتشابه ]
فإن قيل: إذا كان في آيات القرآن المحكم والمتشابه، فكيف نستطيع التفرقة بينهما، ومعرفة المحكم من المتشابه، وهذا الفريق يدعي مثلا أن هذه الآيات الموافقة لمذهبه هي المحكم، وما خالفها المتشابه، والفريق الآخر يدعي نفس الدعوى؟
Shafi 29