فتبين من هذا أن هؤلاء المدعين التمسك بظواهر القرآن ليسوا صادقين في هذه الدعوى، وهي أنهم لا يتأولون القرآن، وأنهم يبقونه على ظاهره، بل هم يتأولون هذه الظواهر كما أن أهل البيت يتأولونها؛ وإنما الفرق بينهم أن أهل البيت عليهم السلام يتأولونها على مقتضى لسان العرب.
فلما لم يجز أن تحمل على معانيها الحقيقية وجب حملها على معانيها المجازية؛ وهؤلاء القوم أخرجوها عن معانيها الحقيقية والمجازية إلى معان اخترعوها ليست من لغة العرب ولم ينطقوا بها ولا عرفوها ؛
فهم متأولون في الحقيقة، وليسوا بباقين على ظواهر القرآن
والسنة كما يدعون.
[ المحكم والمتشابه ]
إذا عرفت ذلك فاعلم أن الله سبحانه أخبر أن آيات القرآن الكريم نوعان:
محكم، ومتشابه كما قال عز وجل: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب(7)} [آل عمران].
Shafi 22