170

إذا فالمعنى كما قلنا: إن الكافرين والمنافقين محجوبون عن

الله، أي: عن رحمته وثوابه ومغفرته؛ ويظهر من هذا أنه لا دليل في الآية أصلا على أن الله يرى لا منطوقا ولا مفهوما.

[أدلة القائلين بعدم الرؤية]

وأهل البيت عليهم السلام ومن يقول بقولهم يقولون: إن الله لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأنه تعالى لا تجوز عليه الرؤية، لأنه ليس من جنس المرئيات.

ومما يستدلون به قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير(103)} [الأنعام].

فقالوا: إن هذه الآية دالة على عدم الرؤية، وهي ليست كالآيات التي يستدل بها القائلون بالرؤية؛ فلا يقول القائل: أنتم تستدلون بآيات قرآنية على أن الله لا يرى وهم كذلك يستدلون بآيات قرآنية على أن الله يرى.

لأنا نقول له: ليست هذه الآية كتلك الآيات التي يستدلون بها؛ فإن الآيات التي يستدلون بها على الرؤية تسمى آيات متشابهة تحتمل أكثر من معنى، وأصح معانيها ما يتوافق مع المحكم.

Shafi 170