135

إذا فلا بد من التأويل، فهم إنما يمنعون من التأويل ليتسنى لهم العمل بظواهر بعض الآيات ليركبوا لهم إله بيدين ورجلين ورأس وجنب وفخذ كالإنسان، ولذا حينما تأتي آية يدل ظاهرها الذي يدعون أنهم يقولون به على أن لله أكثر من يدين لم يعملوا بها.

وكذا إذا جاءت أية أخرى تدل على أن لله أكثر من عينين كذلك لم يعملوا بها، بل يصرون على أن لله يدين ثنتين، وعينين ثنتين، فيظهر من ذلك أنهم لا يقصدون إلا التجسيم لله تعالى والتشبيه له بالانسان الضعيف، وأنه ذو أعضاء وأجزاء كالإنسان.

ولذلك قال أبو يعلى الحنبلي: ألزموني ما شأتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة. [ إبن العربي في العواصم ( 2/283 ) ](1)،

وكذا سئل بعضهم: هل لله يد؟ فقال: نعم، وقيل له: هل لله رجل؟ فقال: نعم؛ حتى قيل له: أذكر هو أم أنثى؛ فأشار بيده على أنه ذكر، فقيل له لماذا؟ فقال: قال الله: {وليس الذكر كالأنثى} [آل عمران:36].

فقادهم التشبيه والتجسيم لله وتصورهم له إلى هذه المقالات الشنيعة نعوذ بالله منها .

Shafi 135