119

وذلك حين نقول: إن قول اليهود: {يد الله مغلولة}، معناها أن يد الله مربوطة الى عنقه، وأن الله أجاب عليهم بأن يديه ليست مربوطة إلى عنقه، بل يداه مبسوطتان ممدودتان؛فهل بقي لله مدح في هذه الآية مع هذا المعنى؟!

ثم إننا وكل عربي معه أدنى معرفة بالعربية يجزم بأن اليهود لم

يقصدوا هذا المعنى بقولهم ذلك، ولا خطر لعربي على بال، وإنما هؤلاء الجهال الذين جاءوا من بعد،لم يعرفوا اللغة العربية، ولا نظروا فيها، ولا سألوا عنها العارفين بها والراسخين في العلم، حتى جاءوا بتلك المعاني والتأويلات الباطلات.

[حملهم الآية التي في الإنسان على المجاز والتي في الباري على الحقيقة؟!!]

وقد يكونوا عارفين لكن الزيغ الذي في قلوبهم وابتغاء التحريف جعلهم، يقولون بما قالوا؛ بدليل أنهم لم يقولوا بهذا المعنى في آية أخرى وهي قوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} [الإسراء:29].

Shafi 119