75

قال الرجل لجميع من في المطبخ: «أنصتوا لهذا. يوجد في غرفة المعيشة رجل لن تصدقوا حديثه قط. فلتنصتوا.»

لا بد أن حوارا عن الهنود كان دائرا في غرفة المعيشة، وها هو باتريك الآن قد أخذ دفته في الحوار.

قال باتريك: «فلتأخذوهم بعيدا، فلتأخذوهم بعيدا عن آبائهم بمجرد أن يولدوا وضعوهم في بيئة متحضرة وعلموهم وسوف يشبون صالحين كالبيض يوما ما.» لا شك أنه كان يعتقد أنه يعبر عن آراء متحررة. ولو أنهم كانوا يعتقدون أن ذلك شيء رائع، فقد كان ينبغي أن يستعينوا به يوم إعدام آل روزنبرج، أو محاكمة ألجر هيس، أو في حالات الضرورة في التجارب النووية.

قالت إحدى الفتيات بلطف: «حسنا، تعلمون، إنها ثقافتهم.»

فقال باتريك: «إن ثقافتهم مكتوب عليها الفناء ... ثقافة مفلسة.» كانت تلك كلمة من الكلمات التي كان يكثر من استخدامها في الوقت الحالي، وكان بإمكانه استخدام بضع كلمات، وكليشيهات، وعبارات افتتاحية - من بينها عبارة «إعادة تقييم شامل» - باستمتاع وحجة صاعقة لدرجة تجعلك تعتقد أنه مبتكرها، أو تعتقد على الأقل أن استخدامه لها قد منحها ثقلا ورونقا.

قال باتريك: «إنهم يريدون أن يكونوا متحضرين. الأشخاص الأكثر ذكاء يرغبون في ذلك.»

فقالت الفتاة بوقار متحفظ لم يدركه باتريك: «حسنا، ربما لا يعتبرون أنفسهم غير متحضرين بالمعنى الدقيق للكلمة.» «بعض الناس يحتاجون إلى دفعة.»

دفعت النبرات المشوبة بالرضا الذاتي والنقد الناضج الرجل المتواجد بالمطبخ للاستسلام وهز رأسه في سرور وعدم تصديق قائلا: «لا بد أنه من الساسة المؤيدين لحزب الائتمان الاجتماعي.»

وفي الواقع أن باتريك قد صوت بالفعل لحزب الائتمان الاجتماعي.

كان يقول: «نعم، حسنا، سواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا، لا بد وأن يشدوا إلى القرن العشرين حتى ولو رغما عنهم.»

Shafi da ba'a sani ba