You .» «آه. مثل بروكلين وجيمس جويس. لحساب من يعمل باتريك؟» «في متجر عائلته؛ فعائلته تملك متجرا كبيرا متعدد الأقسام.» «إذن ألستما موسرين الآن؟ أعني ألستما موسرين بالقدر الذي يجعلك في غنى عن التواجد في عنبر للولادة؟» «لقد أنفقنا كل أموالنا على منزل كان باتريك يرغب فيه.» «ألم يكن لديك رغبة فيه أنت أيضا؟» «ليس بقدر رغبته.»
كان ذلك شيئا لم تبح به روز قط من قبل.
ومضتا تتعمقان في مزيد من المكاشفات العشوائية.
كانت جوسلين تكره والدتها؛ فقد أجبرتها والدتها على أن تنام في غرفة ذات ستائر من القماش القطني الخفيف الأبيض وشجعتها على جمع البط. وببلوغها الثالثة عشرة، كانت جوسلين تمتلك - ربما - أكبر مجموعة في العالم من البط المطاطي، والبط المصنوع من الفخار، والبط الخشبي، وصور البط، والمنسوجات المطرزة برسوم البط. وقامت أيضا بتأليف ما وصفتها بأنها قصة سابقة لأوانها بشكل بشع بعنوان «المغامرات الكبرى الرائعة للبطة أوليفر العظيمة»، والتي قامت والدتها بالفعل بطباعتها وتوزيعها على الأصدقاء والأقارب في أعياد الكريسماس. «إنها من الأشخاص الذين يغطون كل شيء بنوع من النفاق والتملق البغيض وتصبغ به كل شيء؛ فهي لا تتحدث بصوت طبيعي قط، ولعوب متصنعة الخجل بشكل غاية في البذاءة. وبالطبع تحظى بنجاح عظيم كطبيبة أطفال. إن لديها كل تلك الأسماء الصغيرة المزيفة لجميع أجزاء جسدك.»
أدركت روز - التي كانت ستسعد بالستائر التي تحدثت عنها جوسلين - الخطوط الرفيعة، أو طرق الإهانة الموجودة في عالم جوسلين الذي بدا كعالم أقل غلظة وأكثر استدامة من عالمها . كانت تشك فيما إذا كان بإمكانها أن تخبر جوسلين عن هانراتي، ولكنها بدأت في المحاولة. راحت تتحدث عن فلو وعن المتجر بشكل عام دون تطرق إلى التفاصيل، وتلقي الضوء على فقرها. في الواقع لم تكن مضطرة لذلك؛ فقد كانت حقائق طفولتها الصحيحة بها من الدهشة ما يكفي بالنسبة لجوسلين، والأهم من ذلك أنها كانت مثار حسد من جانبها.
قالت جوسلين: «يبدو هذا أكثر واقعية. أعلم أنها رؤية رومانسية من جانبي.»
تحدثتا عن طموحات الشباب (فقد كانتا تؤمنان حقا بأن الشباب قد ولى)، فقالت روز إنها كانت ترغب في أن تكون ممثلة على الرغم من أنها كانت أجبن بكثير من أن تقف على خشبة مسرح. أما جوسلين، فأرادت أن تكون كاتبة، ولكنها كانت تشعر بالخجل من ذلك على أثر ذكريات قصة البطة العظيمة.
قالت: «بعدها قابلت كليفورد. وعندما رأيت قدر موهبته الحقيقية، أدركت أنني ربما أهدر وقتي بمحاولة الكتابة، وأن من الأفضل لي أن أرعاه وأهتم به، أو أي شيء آخر أفعله من أجله. إنه موهوب بحق. أحيانا ما يكون شخصا وضيعا، ولكنه يفلت بذلك لأنه موهوب حقا.»
قالت روز بحزم يشوبه الغيرة: «أظن أن تلك فكرة رومانسية حالمة أن يكون لزاما أن يفلت الموهوبون بأفعالهم.» «حقا؟ ولكن الفنانين العظام طالما كانوا يفلتون.» «ليس النساء.» «ولكن النساء عادة لسن فنانات عظيمات، ليس بنفس الدرجة.»
كانت تلك هي أفكار معظم النساء الشابات اللاتي يحظين بمستوى تعليم راق وعلى قدر من الوعي، بل وأولئك غير التقليديات أو المتطرفات سياسيا في ذلك الوقت. ولعل من بين أسباب عدم مشاركة روز لهن في الرأي أنها لم تكن على قدر وافر من التعليم والثقافة. وقد قالت لها جوسلين في مرحلة لاحقة من صداقتهما إن من أحد الأسباب التي جعلتها ترى أن الحديث معها مشوق من بداية صداقتهما هو أن روز تملك أفكارا ولكنها غير مثقفة. وقد اندهشت روز من هذا؛ ما جعلها تذكر الكلية التي كانت ملتحقة بها في غرب أونتاريو. حينها رأت روز الندم على وجه جوسلين التي تراجعت في ارتباك وغاب عنها فجأة صراحتها البادية دوما على وجهها - على غير عادتها تماما - وأردفت جوسلين أن ذلك هو ما كانت تقصده بالضبط.
Shafi da ba'a sani ba