49

لم تسمع روز من قبل عن الطبقة العاملة قبل انتقالها للإقامة مع الدكتورة هينشو، وعند معرفتها بها نقلت تلك المعرفة إلى منزلها.

قالت فلو ذات مرة: «سيكون هذا آخر جزء من البلدة يصل إليه الصرف الصحي.»

فردت روز بفتور: «بالطبع ، فهذا الجزء هو الذي تعيش فيه الطبقة العاملة.»

قالت فلو: «الطبقة العاملة؟! تتحدثين كما لو كان الناس هنا في يدهم ما يمكنهم فعله للحيلولة دون ذلك.»

كل ما أحدثه منزل الدكتورة هينشو شيئا واحدا؛ وهو القضاء على البساطة والأريحية المسلم بهما في بلدة روز، فكانت العودة إلى تلك البلدة بمنزلة العودة لطرق الإضاءة القديمة. كانت فلو قد وضعت مصابيح فلورسنت في المتجر والمطبخ. كان هناك أيضا مصباح طويل ينتصب على الأرض في أحد أركان المطبخ كانت فلو قد فازت به في لعبة البينجو؛ وكان ظله محاطا دائما بشرائط سلوفان عريضة. أهم ما فعله منزل الدكتورة هينشو ومنزل فلو أحدهما في الآخر هو الانتقاص من قيمة كل منهما. ففي الغرف الرائعة بمنزل الدكتورة، كانت روز دائما ما تتذكر المعرفة غير الناضجة التي جمعتها في منزلها، كان الأمر أشبه بغصة تقف في حلقها على الدوام. وفي منزلها، كان النظام والتغير اللذان شهدتهما في الأماكن الأخرى يكشفان مدى الفقر البائس والمخزي لهؤلاء الناس الذين لم يعتبروا أنفسهم فقراء قط. لم يقتصر الفقر على العوز والحرمان فحسب، كما اعتقدت الدكتورة هينشو، وإنما كان يعني أيضا امتلاك أنابيب الإنارة القبيحة تلك والافتخار بها؛ يعني التحدث الدائم عن المال والحديث الحاقد عما اشتراه الآخرون من أشياء جديدة وإذا ما كانوا قد دفعوا ثمنها أم لا؛ يعني أيضا الغيرة والفخر بشيء مثل الستائر البلاستيكية الجديدة الشبيهة بالدانتيل التي اشترتها فلو لنافذة المنزل الأمامية؛ يعني أيضا تعليق الملابس على المسامير خلف الأبواب والتمكن من سماع أي صوت يصدر من دورة المياه؛ يعني تزيين الحوائط بعبارات النصح الورعة والمبهجة، بل والإباحية أحيانا:

الرب راعي فلا يعوزني شيء.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك.

لماذا علقت فلو هذه العبارات بينما لم تكن بالمرأة المتدينة؟ هكذا فعل الآخرون؛ كانوا يعلقون هذه العبارات مثلما الرزنامات.

هذا مطبخي وسأفعل به ما أشاء.

أكثر من شخصين في سرير واحد فعل خطير وغير قانوني.

Shafi da ba'a sani ba