131

Mustafad

المستفاد من ذيل تاريخ بغداد

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1417 AH

Inda aka buga

بيروت

قلت: قَالَ أَبُو زرْعَة: قبض رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - عَن مائَة ألف وَأَرْبَعَة عشر ألفا من الصَّحَابَة مِمَّن روى عَنهُ وَسمع مِنْهُ. " وأفضلهم الْعشْرَة " أَبُو بكر، وَعمر، وَعُثْمَان، وَعلي، وَطَلْحَة بن عبيد اللَّهِ، وَالزُّبَيْر بن الْعَوام، وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَسعد بن أبي وَقاص، وَسَعِيد بن زيد، وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح، والمهاجرون أفضل من الْأَنْصَار على الْإِجْمَال وَأما على التَّفْصِيل فسباق الْأَنْصَار أفضل من متأخري الْمُهَاجِرين. وَمِنْهُم " أهل الصّفة " فُقَرَاء لَا منَازِل لَهُم وَلَا عشائر ينامون فِي الْمَسْجِد ويظلون فِيهِ، و" صفة " الْمَسْجِد مثواهم فنسبوا إِلَيْهَا كَانَ يعشي مَعَه بَعضهم وَيفرق بَعضهم على الصَّحَابَة يعشونهم، وَمن مشاهيرهم أَبُو هُرَيْرَة وواثلة بن الْأَسْقَع وَأَبُو ذَر ﵃. وَفِي مُدَّة مَرضه ﷺ َ - قتل " الْأسود الْعَنسِي " عبهلة بن كَعْب وَيُقَال لَهُ ذُو الْخمار لِأَنَّهُ كَانَ يَقُول: يأتيني ذُو خمار شعبذ وَأرى الْجُهَّال الْأَعَاجِيب، وسبى بمنطقة وتنبأ كذبا وكاتبه أهل نَجْرَان وأخرجوا عَمْرو بن حزم وخَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وسلموهما إِلَى الْأسود، ثمَّ ملك صنعاء وَصفا لَهُ ملك الْيمن واستفحل أمره وَكَانَ خَلِيفَته فِي مذْحج عَمْرو بن معدي كرب. فَلَمَّا بلغ النَّبِي ﷺ َ - ذَلِك بعث رَسُولا إِلَى الأنبار وَأمرهمْ أَن يخاذلوا الْأسود إِمَّا غيلَة وَإِمَّا مصادمة، وَأَن يستنجدوا رجَالًا من حمير وهمدان. وَكَانَ الْأسود قد تغير على قيس بن عبد يَغُوث فَاجْتمع بِهِ جمَاعَة مِمَّن كاتبهم النَّبِي ﷺ َ - وتحدثوا فِي قتل الْأسود فوافقهم واجتمعوا بِامْرَأَة الْأسود، وَكَانَ الْأسود قد قتل أَبَاهَا فَقَالَت: وَالله إِنَّه أبْغض النَّاس إِلَيّ وَلَكِن الحرس محيطون بقصرة فانقبوا عَلَيْهِ الْبَيْت، فواعدوها على ذَلِك ونقبوا الْبَيْت وَدخل عَلَيْهِ شخص اسْمه فَيْرُوز الديلمي فَقتل الْأسود وَاحْترز رَأسه فخار خوار الثور فابتدر الحرس فَقَالَت زَوجته: هَذَا النَّبِي يُوحى إِلَيْهِ، فَلَمَّا طلع الْفجْر أمروا الْمُؤَذّن فَقَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ وَأَن عبهلة كَذَّاب، وَكتب أَصْحَاب النَّبِي ﷺ َ - بذلك فورد الْخَبَر من السَّمَاء إِلَى النَّبِي ﷺ َ - وَأعلم أَصْحَابه بقتل الْأسود وَوصل الْكتاب بقتل الْأسود فِي خلَافَة أبي بكر كَمَا قَالَ ﷺ َ -. وروى عبد اللَّهِ بن أبي بكر أَن النَّبِي ﷺ َ - قَالَ: " أَيهَا النَّاس إِنِّي قد رَأَيْت لَيْلَة الْقدر ثمَّ انتزعت مني وَرَأَيْت فِي يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب فكرهتمها فَنَفَخْتهمَا فطَارَا فَأَوَّلْتهمَا هذَيْن الْكَذَّابين صَاحب الْيَمَامَة وَصَاحب صنعاء وَلنْ تقوم السَّاعَة حَتَّى يخرج ثَلَاثُونَ دجالًا كلهم يزْعم أَنه نَبِي "، وَقتل الْأسود قبل وَفَاته ﷺ َ - بِيَوْم وَلَيْلَة وَأول خُرُوجه إِلَى أَن قتل أَرْبَعَة أشهر، وَسَيَأْتِي ذكر مُسَيْلمَة صَاحب الْيَمَامَة

1 / 133