153

Mustadrak Cala Majmuc Fatawa

المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٨ هـ

Nau'ikan

المكروه معين على ذلك، فتزكو النفس بذلك، كما يزكو الزرع إذا نقي من الدغل.
وطريق الوصول إلى ذلك: هو الاجتهاد في فعل المأمور وترك المحظور، والاستعانة بالله على ذلك: فمن فعل ذلك وصل إلى حقيقة الإيمان؛ لقوله ﷺ: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله» بعد قوله: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» (١) .
[ترك بعض المباحات من الزهد]
وقال لي يوما شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية، وإن لم يكن تركه شرطا في النجاة. أو نحو هذا من الكلام (٢) .
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ يقول: لمت بعض الإباحية فقال ذلك (٣)، ثم قال: والكون كله مراده، فأي شيء أبغض منه؟.
[احتجاج بعض الصوفية الإباحية بالإرادة الكونية]
قال الشيخ: فقلت له: إذا كان المحبوب قد أبغض أفعالا وأقوالا وأقواما وعاداهم فطردهم ولعنهم فأحببتهم تكون مواليا للمحبوب أو معاديا له؟ قال: فكأنما ألقم حجرا، وافتضح بين أصحابه، وكان مقدما فيهم مشارا إليه (٤) .

(١) مختصر الفتاوى ص١٤٤، ١٤٥ موجود بعض معناه في المجموع انظر الفهارس جـ١/٢٠٢.
(٢) مدارج جـ٢/٢٦ وللفهارس العامة جـ١/٢٠٢.
(٣) قال: المحبة نار في القلب تحرق ما سوى مراد المحبوب.
(٤) مدارج جـ٣/١٤ وللفهارس العامة جـ١/٢٠٢.

1 / 162