203

Mustacdhab Ikhbar

مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م

Inda aka buga

بيروت

ويحملون الحجارة، فأمره العباس بفعل ذلك ففعله ﷺ فخر إلى الأرض، وطمحت «١» عيناه إلى السماء، وقد نودي: اشدد عليك إزارك يا محمد وإنه لأول ما نودي، فضمه العباس إلى نفسه؛ فلما أفاق قال: إزاري «٢» فنشر عليه إزاره.
(وتراضت قريش بحكمه ﷺ فيها) لما اختلفوا فيمن يضع الحجر في موضعه، واختصموا في ذلك، حتى أعدوا للقتال، فقال لهم: «أبو أمية بن المغيرة المخزومي» - المعروف بزاد الراكب «٣» -: «اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول داخل من هذا المسجد «٤»، ففعلوا؛ فكان ﵇ أول داخل قالوا: هذا الأمين رضينا، هذا محمد. فأمر ﷺ بثوب فأتى به، فوضع الحجر فيه بيده، ثم أمر سيد كل قبيلة أن يأخذ بناحية من الثوب، ثم قال: ارفعوه جميعا. ففعلوا حتى إذا تطاول به موضعه، وضعه بيده الشريفة، ثم بنى عليه من كان يا بني.
(فلما أتت له ﷺ أربعون سنة ويوم «٥» بعثه* الله ﷿ إلى الناس كافة بشيرا

(١) حول قوله: «طمحت» قال ابن الأثير في (النهاية): «امتدت إلى أعلى، ومنه الحديث» «فخر إلى الأرض فطمحت» اه: نهاية.
(٢) في (إتحاف الورى) تكرر لفظ: «إزاري» مرتين انظر: التعليق السابق.
(٣) حول «زاد الراكب» انظر: ما ذكرناه سابقا حوله.
(٤) بعض المراجع ذكرت باب بني شيبة بدل «... من هذا المسجد» وحول قوله: «اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول داخل ... إلخ» . انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام- الاختلاف بين قريش في وضع الحجر الأسود- ١/ ٢٢٧، ٢٢٨. ب- (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير- ذكر هدم قريش الكعبة وبنائها- ١/ ٥٧٣. ج- (تاريخ الإسلام، ووفيات المشاهير) - السيرة النبوية- حديث بنيان الكعبة، وحكم رسول الله ﷺ بين قريش في وضع الحجر- للإمام الذهبي ص ٦٦، ٦٨. د- كتاب (الإشارة) للحافظ مغلطاي- بيان الكعبة- ص ٨٤، ٨٦.
(٥) في بعض نسخ (أوجز السير) - أصل كتابنا- ورد و«يوما» بالنصب بدل: و«يوم» بالرفع، وهو جائز على أنه «مفعول معه» قال ابن مالك:
وينصب تالي الواو مفعول معه ... في نحو سيري والطريق مسرعة
اه: ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل ٢/ ٢٠٢. تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد- ﵀ طبع دار التراث.
(*) حول مبعثه ﷺ انظر المصادر والمراجع الاتية: أ- (السيرة النبوية) للإمام ابن هشام ١/ ٢٦٥.

1 / 213