الخطاب ﵁ كان بالجابية (١) ...، فذَكَر فتحَ بيتِ المقدسِ. قال: قال ابن سَلَمة (٢): فحدَّثني أبو سِنَان، عن عُبيد بن آدم قال: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب يقول لكعب: أين ترى أن أُصلِّي؟ قال: إنْ أَخذتَ عنِّي، صَلَّيتَ خلفَ الصخرةِ، فكانت القدسُ كلُّها بين يديك. فقال عمرُ: ضاهيْتَ (٣) اليهودية، لا، ولكنْ أصلِّي حيثُ صلَّى رسولُ الله ﷺ. فتَقدَّم إلى القِبْلة فصَلَّى، ثم جاء، فبَسَط رداءَه، وكَنَس الكُنَاسةَ في ردائه، وكَنَس الناسُ.
/ (ق ٣٣) وهذا حديث حسن الإسناد، اختاره الحافظ الضياء في كتابه (٤).
وأبو سِنَان هذا: اسمه عيسى بن سِنَان الشَّامي الفلسطيني، روى عنه جماعة، وضعَّفه ابن معين، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة، ووثَّقه بعضهم، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث. وروى له أهل السُّنن إلا النسائي (٥).
وعُبيد بن آدم هذا: قال أبو حاتم (٦): اسمه: عبد العزيز بن آدم، يروي عن عمرَ وأبي هريرة، وعنه: أبو سِنَان القَسملي.
وأما عُبيد بن آدم بن أبي إياس فمتأخِّر، يروي عن أبيه، وعنه: النسائي وأبو حاتم الرازي، وقال (٧): صدوق.
(١) الجابِية: قرية من أعمال دمشق. انظر: «معجم البلدان» (٢/ ٩١).
(٢) كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «أبو سَلَمة».
(٣) المضاهاة: المشابهة: انظر: «النهاية» (٣/ ١٠٦).
(٤) «المختارة» (١/ ٣٥٠ رقم ٢٤١).
(٥) انظر: «تهذيب الكمال» (٢٢/ ٦٠٨) و«الجرح والتعديل» (٦/ ٢٧٧ رقم ١٥٣٧).
(٦) في «الجرح والتعديل» (٥/ ٤٠١ رقم ١٨٥٧).
(٧) في الموضع السابق (٥/ ٤٠٢ رقم ١٨٦٢).