﴿وما يهلكنا إلا الدهر﴾ قال الله تعالى: ﴿وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون﴾ أي: يتوهمون ويتخيَّلون.
ومن ذلك: ردُّه على الرافضة:
* فقد ذَكَر في «تفسيره» عند قوله تعالى: ﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار﴾ (١) ما نصُّه: أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم، أو أبغض أو سبَّ بعضهم، ولاسيما سيد الصحابة بعد الرسول ﷺ وخيرهم وأفضلهم، أعني: الصديق الأكبر، والخليفة الأعظم، أبا بكر بن أبي قحافة ﵁، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة، ويبغضونهم، ويسبونهم، عياذًا بالله من ذلك، وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن، إذ يسبُّون مَن ﵃، وأما أهل السُّنة فإنهم يترضون عمن ﵁، ويسبُّون مَن سبَّه الله ورسوله، ويوالون من يوالي الله، ويعادون من يعادي الله، وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدعون، وهؤلاء هم حزب الله المفلحون، وعباده المؤمنون.
* وذَكَر عند قوله تعالى: ﴿ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا﴾ (٢) حديث جابر بن سمرة ﵁ في «الصحيحين» (٣) قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «لا يزال أمر الناس ماضيًا ما وليهم اثنا عشر رجلًا»، ثم تكلَّم النبي ﷺ بكلمة خفيت عليَّ، فسألت أُبَي: ماذا قال النبي ﷺ؟ قال: «كلهم من قريش».
_________
(١) التوبة: ١٠٠
(٢) المائدة: ١٢
(٣) «صحيح البخاري» (٧٢٢٢) و«صحيح مسلم» (١٨٢١).
1 / 22