Musnad al-Rabi' ibn Habib
مسند الربيع بن حبيب
Nau'ikan
العبارة. وقال: ليس من كلمة إلا ولها وجه وقفا وظهر وبطن، وإنما معنى ذلك عندنا الكلام المتشابه الذي يتفق لفظه ويختلف معناه.
فجوابنا في ذلك وبالله التوفيق والعصمة في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} ما قال عبد الله بن العباس وابن عمر والحسن ومجاهد: إنه ارتفع ذكره وثناؤه ومجده وعظمته تعالى عما قال المندد (¬1) إن له أندادا وأشباها تعالى الله عن ذلك. وإن ابن عمر في حديث الصخرة ارتعد فرقا (¬2) وشفقا حين وصف الله بالزوال والانتقال، وقال: هذا كلام اليهود أعداء الله، وقد وصفنا أباطيلهم فيما مضى من كتابنا. وجميع ما قالوا موجود في لغة العرب؛ يقال: استوى فلان على العراق أي استولى أمره وملكه، ويقال: استوى فلان على مال فلان أي احتوى عليه، ويقال: استولى فلان على سريره ومجلسه، ويقال لمن كان مائلا فاعتدل: قد استوى، يريدون انتصابه بعد ميله واعتداله بعد عوجه. ويقال: استوى فلان وفلان أي اتفقا في الصفة والنعت.
فلما كانت الكلمة محتملة المعاني، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احملوا الكلام على أحسن وجوهه»، قلنا: لا يخلو قوله: {على العرش استوى} من أحد معنيين: إما ما قال ابن عباس وابن عمر والحسن ومجاهد من علو الذكر واستواء المجد والقهر، أو يكون على ما قالت اليهود المشبهة لله بأوصاف خلقه
Shafi 245