من عماله على سجستان وغزالة خراسان (18) وبلخ وكابل (19) وفتح الرخج وبست (20) وضح لنا أنه يسير على أثره وأنه حائد عن كل من ناوأ معاوية وهذه قضايا قياساتها معها.
ولاريب أن الموالي يرثون هذه النزعة كالأنساب ، اللهم إلا أن يكبح هذا الجماح الخضوع لقانون الاسلام فيقف عند حدوده ، ولكن أين هذا من « المدائني » المكثر من خلق الأحاديث الرافعة للبيت الأموي ، الواضعة من قدر رجالات بيت الوحي والنبوة ، وانها لشنشنة مضى عليها الأولون نعرفها من منافسة عبد شمس أخاه هاشما مطعم الطير والوحوش ومنافسة حرب بن أمية عبدالمطلب الذي كفأ عليه إناءه واستعبده عشر سنين (21) ومنافسة أبي سفيان للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي من عليه يوم الفتح وأطلق له ، جاهد ونافس ابن آكلة الأكباد أمير المؤمنين عليه السلام الذي اصطفاه النبي صلى الله عليه وآله يوم المؤاخاة بالأخوة ومنحه الخلافة الإلهية إذ قال له : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي. »
** الثالث
يظهر له مغزى المدائني فانه أراد أن يسجل صحيفة من حلم معاوية واناته وكرمه مع المس في الذوات القدسية من آل الرسول الأطهر وقد فاته أن المستقبل يكشف عن واياه.
قال في تلك المحاورة :
« ولما أتت على مسلم بن عقيل ثمان عشرة سنة وقد مات أبوه عقيل قال لمعاوية : ان لي أرضا بمكان كذا من المدينة وقد أعطيت بها مائة الف وقد أحببت أن أبيعك إياها فادفع لي الثمن ، فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن اليه ».
وفي هذه الجملة خلل واضح فإنه أثبت بيع مسلم الأرض وعمره ثمان عشرة سنة وأبوه ميت ، وعلى ما يقوله ابن حجر أن عقيلا مات سنة ستين وقيل بعدها (22) يكون
Shafi 38