السريرة
فشتمه ابن زياد وشتم حسينا وعليا وعقيلا!
لقد نضحت آنية ابن مرجانة بما فيها من فحش وخنا ، وأسمع مسلما ما لاتحمله الجبال الرواسي ، فما إستهان ، ولا استلان ولا تكعكع عن ابداء الحقيقة للناس ، وايقافهم على مخازيه ، ومخاريق أبيه ، وبوائق من استعملهما حتى أحرج الموقف وسد المذاهب عليه فلم ير الدعي وسيلة لمقابلة ابن عقيل إلا بسب أميرالمؤمنين ذلك الذي يقول فيه رسول الله :
يا علي من سبك فقد سبني ومن سبني
ههنا لم يطلق مسلم صبرا وان صبر قبل ذلك على مثل حز المدى فقال لابن مرجانة : « فاقض ما أنت قاض يا عدو الله. »
كتم السر :
كم السر من لوازم المروءة ، فإن في إفشائه اما فضيحة على من أذيع عنه ان كان ذلك المذاع من الرذائل غير متجاهر بها ، والله سبحانه يحب الستر على المؤمنين ابقاء لحيثياتهم في الجامعة ، وكلاءة لعضويتهم فيها ، فإن الحط من الكرامة يوجب سقوط محله بين الناس ، ويعود منبوذا بينهم فلا يصغى لقوله ، ولا يحترم مقامه ، فيختل التكاتف ، والتعاون على حفظ النظام ، ويكون ذلك مبدأت لتجري الغير كما هو مقتضى الجبلة البشرية ، ومثالا لنفرة أناس ممن يترفعون عن أمثالها ، فتسود المنابذة ، وتحتدم البغضاء ، واذا كان المولى سبحانه وهو القابض على ازمة الخلق القادر على كشف ما انطوت عليه ضمائرهم يستر عليهم ويفيض ألطافه مع التناهي ، وينادي كنابه العزيز : « ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ».
Shafi 145