Kiɗa da Waƙa a Wajen Larabawa
الموسيقى والغناء عند العرب
Nau'ikan
فليس يتم كتابي إليك
لشوقي فمن ههنا أعجب (17) حذق إسحاق في الضرب على العود
وحدث يحيى بن معاذ قال: كان إسحاق الموصلي وإبراهيم بن المهدي إذا خلوا فهما أخوان، وإذا التقيا عند خليفة تكاشحا أقبح تكاشح، فاجتمعا يوما عند المعتصم، فقال لإسحاق: إن إبراهيم يثلبك ويغض منك ويقول إنك ترى أن مخارقا لا يحسن شيئا، ويتضاحك منك.
فقال إسحاق: لم أقل يا أمير المؤمنين إن مخارقا لا يحسن شيئا، وكيف أقول ذلك وهو تلميذ أبي، وتخريجه وتخريجي، ولكن قلت: إن مخارقا يملك من صوته ما لا يملكه أحد، فيتزايد فيه تزايدا لا يبقي عليه، ويغير في كل حال، فهو أحلى الناس مسموعا وأقلهم نفعا لمن يأخذ عنه، لقلة ثباته على شيء واحد، ولكني أفعل الساعة فعلا إن زعم إبراهيم أنه يحسنه فلست أحسن شيئا، وإلا فلا ينبغي له أن يدعي ما ليس يحسنه.
ثم أخذ عودا فشوش أوتاره، وقال لإبراهيم: غن على هذا، أو يغني غيرك وتضرب عليه.
فقال المعتصم: يا إبراهيم قد سمعت، فما عندك؟ قال: ليفعله هو إن كان صادقا، فقال له إسحاق: غن حتى أضرب عليك، فأبى، فقال لزرزور: غن، فغنى، وإسحاق يضرب على العود المشوشة أوتاره، حتى فرغ من الصوت وما علم أحد أن العود مشوش.
ثم قال إسحاق: هاتوا عودا آخر، فشوشه، وجعل كل وتر منه في الشدة واللين على مقدار العود المشوش الأول فلما استوفى ذلك قال لزرزور: خذ أحدهما، فأخذه، ثم قال: انظر إلى يدي واعمل كما أعمل واضرب. ففعل.
وجعل إسحاق يغني ويضرب، وزرزور ينظر إليه ويفعل كما يفعل، فما ظن أحد أن في العود شيئا من الفساد لصحة نغمهما جميعا، إلى أن فرغ من الصوت، ثم قال لإبراهيم: خذ الآن أحد العودين فاضرب به مبدأ أو عمود طريقة أو كيف شئت إن كنت تحسن شيئا، فلم يفعل وانكسر انكسارا شديدا، فقال له المعتصم: أرأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله ما رأيت ولا ظننت أن مثله يكون. (18) أثر الغناء في غير الإنسان
في «الأغاني» (ج9 ص56): قال هبة الله بن إبراهيم المهدي: حدثني عمي منصور بن المهدي أنه كان عند أبي في يوم كانت عليه فيه نوبة لمحمد الأمين.
فتشاغل أبي بالشرب في بيته ولم يمض، وأرسل إليه عدة رسل فتأخر، قال منصور: فلما كان من غد قال: ينبغي أن تعمل على الرواح إلي لنمضي إلى أمير المؤمنين فنترضاه، فما أشك في غضبه علي، ففعلت ومضينا، فسألنا عن خبره فأعلمنا أنه مخمور، يتفقد ما عنده من الوحوش، وكان من عادته ألا يشرب إذا لحقه الخمار، فدخلنا وكان طريقنا على حجرة تصنع فيها الملاهي، فقال لي أخي إبراهيم: اذهب فاختر منها عودا ترضاه وأصلحه غاية الإصلاح حتى لا تحتاج إلى تغييره البتة عند الضرب، ففعلت وجعلته في كمي، ودخلنا على «الأمين» وظهره إلينا، فلما بصرنا به من بعيد قال لي إبراهيم: أخرج عودك، فأخرجته، واندفع يغني:
Shafi da ba'a sani ba