Musiqa Sharqiyya
الموسيقى الشرقية: ماضيها، حاضرها، نموها في المستقبل
Nau'ikan
أهم الوسائل لترقية موسيقانا هو ترك التعصب، مع التساهل قليلا في رفع الحواجز بين الموسيقى الشرقية والغربية؛ حتى نوفق بينهما، وهذا ليس بالعسير إذا درسنا السولفيج والأرموني والكونترپوان وفن توزيع الألحان على الآلات الموسيقية والموسيقى الشرقية . وأهم العقبات هو ربع الصوت والمقامات التي لا تنطوي تحت الجام ماجور والجام مينور، وهذه يمكن الاستغناء عنها والاستعاضة بغيرها من المقامات العديدة حينما نريد. وأن ينشأ الموسيقي الشرقي نشأة تماثل الغربي من حيث الفضل والرقي، وأن نستعمل جميع الآلات الإفرنجية وندرسها، وأن نستعمل كل أصوات الرجال والنساء المستعملة عند الإفرنج، وأن ندرس الآلات الفرنجية كلها لنأخذ ما يلزمنا لتكوين الأوركستر الحديث. والموسيقى المسرحية هي التي تضطرنا إلى جميع هذه المشروعات؛ لنستطيع أن ننشئ الأوبرا العربية بكل معنى الكلمة، وأن ندرس الموسيقى السانفونية التي هي معدومة عندنا بالمرة.
ويمكننا الاحتفاظ بالآلات الشرقية للبشارف والسماعيات والموشحات والأدوار والطقاطيق وغيرها.
إهمال الحكومة والأمة للموسيقى
جميع الأمم الراقية، كبيرها وصغيرها، تعظم الموسيقى وترفع من شأنها؛ إذ نرى أن حكوماتها قد أنشأت لها الكونسرفاتوارات والمعاهد الموسيقية، ولم يكتف الأهالي بذلك، بل أسسوا كثيرا غيرها، وكل ذلك راجع إلى تقدير هذا الفن.
أتاح الله لنا سمو الأمير يوسف كمال، فأنشأ لنا مدرسة الفنون الجميلة، وأرسل عددا من الطلبة إلى أوروبا، فنالوا حظا عظيما في التصوير والنحت، وأصبح لهذين الفنين عندنا بعض الشأن، وأقيمت لهما المعارض، وكثر المعارضون شيئا فشيئا. فجزى الله الأمير خيرا، وزاده عزا وفخرا.
فهلا جاراه غيره من الأمراء والأغنياء فوقف شيئا من ماله، وعقد اكتتابا لإنشاء كونسرفاتوار حتى يحيي هذا الفن! أصبحت الموسيقى الشرقية كحسناء تتعثر في أثوابها الخلقة حتى نفرت منها الأمم الغربية، ولم يسمحوا لها أن تنتقل من مكانها، بل حوصرت في بلادها كالوباء.
حاجة البلاد إلى كونسرفاتوار
يوجد في بلادنا بعض من الشبان يتعلمون النوتة مع العزف بآلة مثل الكمنجة أو البيانو على معلمين من الإفرنج أو الوطنيين، ولكن ذلك لا يقدم الفن خطوة واحدة، والكونسرفاتوار هو أساس النهضة الموسيقية، فيجب أن نفتح أبوابه للمصريين وغير المصريين، وأن يكون به قسم للبنات؛ لأن تعلم الموسيقى عندهن في حالة يرثى لها حتى لقد أساءوا استعمال البيانو؛ فأصبح بين أيديهن كالدربكة.
وإننا لو اكتفينا بإرسال بعثة إلى المعاهد الموسيقية الأوروبية؛ فإن ذلك لا يأتي بفائدة كبيرة. نحن في حاجة إلى كونسرفاتوار يخرج لنا الممثلين والموسيقيين اللازمين للأوركسترات، والمغنين، والملحنين، حتى ننشئ الأوبرا العربية الراقية، والتمثيل الجيد، والتوقيع الفني.
من يصلح لإدارته؟
Shafi da ba'a sani ba