ومما لا يختلف فيه اثنان أنه كان يصور معاني أغانيه، وما تخلل أجزاءها من أحوال وحوادث على أوضح صورها وأشدها تأثيرا في عقول السامعين الذين يعجبون لسماعه يغني دورا من تلاحينه (حجاز كار).
أشكي لمين غيرك حبك
أنا العليل وأنت الطبيب
اسمح وداويني بقربك
واصنع جميل وياك أطيب
ويستغربون تشخيصه أمامهم صورة العليل ومر شكواه من داء حبه العقام، وطلبه من الطبيب أن يشفيه منه. ودور «أنا حبيت وزاد قلبي هيام» فإنه يخيل إليهم أنهم يقرءون الحب على وجهه. وأنه ذهب بفؤاده كل مذهب وبرى الشوق عظمه. ودور «سيكاه» تلحينه كان يغنيه في حلوان بالكازينو. وقد ظهر في عصر ساكن الجنان الخديو توفيق يوم أن نقلت محطة حلوان من المنشية (بالقلعة) إلى باب اللوق حيث هي الآن، وكان هذا الخط تابعا لشركة سوارس، وقد غناه في حضرة الخديو توفيق فأعجب به وهو كما يأتي:
متع حياتك بالأحباب
ما أحلى المؤانسة في حلوان - أنسك ظهر
شأن الطرب
يشفي الأوصاب - للي حضر
Shafi da ba'a sani ba