Matsalar Kimiyyar Dan Adam
مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها
Nau'ikan
وهي المبادئ الإبستمولوجية السطحية، لكن الراسخة في خبرة الحس المشترك، والتي كستها النيوتنية برداء الفيزياء الرياضية المهيب.
ثم أتت النسبية بصورتها الإبستمولوجية الأنطولوجية المناقضة تماما، ولتحرز درجة من الدقة لا تدانيها النيوتنية بحال. فتستطيع تفسير ظواهر، بل وظواهر فلكية عجزت الفيزياء الكلاسيكية عن تفسيرها «مثلا الحضيض الشمسي لكوكب عطارد؛ أي أبعد نقطة في مداره عن الشمس. وهي تتغير تغيرا طفيفا من دورة لأخرى»، والأهم من هذا - من منظور المنطق - أن النسبية تنطبق بنفس القوانين على العالمين الأصغر والأكبر، فأعطتنا صورة للعمومية الحقة. في عالم النسبية تدخل الذات العارفة - بمعنى مواقعها وسرعاتها بأجهزتها للرصد - كمتغير في معادلة الطبيعة، ولتحرز بهذا درجة أعلى من الموضوعية، أو بالأحرى درجة مباينة تماما، قامت على أنقاض موضوعية نيوتن المطلقة، لكن الموهومة. إن النسبية مرحلة أعلى من التقدم العلمي والعقلي.
وأهم ما يعنينا منها الآن أنها جعلتنا ندرك خطل غرور الكلاسيكيين الذي يوصد أبواب التقدم ، خطل الحكم على أي محاولة ناجحة ينجزها العقل البشري بأنها اليقين المطلق، الإمساك بجمع اليدين على الحقيقة، والوصول إلى خاتمة التقدم المنشود، وأن الأوان أوشك أن يئون للهجوم والبرء من سعينا المحموم الدائم نحو درجة من التقدم العلمي الأبعد ... إن هذا التصور الإبستمولوجي لحدود التقدم ارتد فعليا في صورة الطريق المسدود الذي وصلت إليه الفيزياء الكلاسيكية، حين تطرقت لظواهر العالم الأصغر (الميكروكوزم).
فليس الأمر أننا اكتشفنا حدود نيوتن، وأن أينشتين هو الذي أمسك بالحقيقة. كلا، بل الأمر أن نيوتن محاولة ناجحة، وأينشتين محاولة أنجح. والمستقبل مفتوح بدوره لمحاولة أفضل من أينشتين، فقد أدركنا أن الآفاق المفتوحة أمام العقل العلمي لا حدود لها.
ولنعد إلى رفيقة النسبية، ميكانيكا الكوانتم التي أزاحت وهم اليقين الكلاسيكي، وأحلت المصادفة والاحتمال في بنية الطبيعة. لنجد أن العلم الاحتمالي بقوانينه الإحصائية لن يصل هو الآخر إلى مثل ذلك الطريق المسدود. فكما يقول موريس كوهين: «النظرة الاحتمالية تصوب وتثري مفهومنا عن الأسس الميتافيزيقية التي يرسو عليها البحث العلمي، إنها تجعلنا أقل غرورا، وتفضي بنا إلى ضرورة تأييد استدلالاتنا باعتبارات عديدة مختلفة، بدلا من الارتكان إلى سلسلة علية واحدة، وتجذب انتباهنا إلى حقيقة عظمى مؤداها أن نتائج العلم تصوب نفسها باستمرار. فيقين العلم ليس اليقين المطلق في أي نتيجة معينة، بل اليقين في أن كل خطوة غير دقيقة أو خاطئة يمكن تصويبها.»
40
إن الدرس العميق الذي تعلمناه من ثورتي الكمومية
Quantum
والنسبية
Relativity
Shafi da ba'a sani ba